رأى محللون وخبراء عراقيون أن القوات الأمريكية والحكومة العراقية المؤقتة التي تتعاون معها ماضيتان على الأرجح في تنفيذ مخططهما القاضي بانهاء التيار الصدري في العراق وربما في تصفية الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر لكنهم حذروا من أن ذلك قد يضع العراق على فوهة بركان. وأكد المحللون أنه بالرغم من أنهم لا يتوقعون أن تتراجع القوات الأمريكية و»حكومتها» عن مخططهما هذا فإنهم يخشون في المقابل أن يؤدي ذلك إلى «اشعال» مواجهات دموية ساخنة في كامل أرجاء العراق. ورأى المحللون أن إقدام القوات الأمريكية ربما على تصفية الصدر من خلال عملية عسكرية واسعة في النجف يمكن أن يقود إلى تفجير الأوضاع في معظم المحافظات الأخرى التي يحظى فيها بتأييد الأغلبية وهو ما قد يجعل الحكومة العراقية المؤقتة في وضع يصعب عليها مواجهته بامكانياتها الضعيفة أو حتى بدعم من القوات الأمريكية. ويتفق عدد من الخبراء الآخرين مع هذه الرؤية لكنهم يرون أن تصفية الزعيم الشيعي الشاب الذي أكد أنصاره أنه ما زال في النجف ولن يخرج منها إلا شهيدا تحول تياره الواسع الى تنظيم سري يعمل تحت الأرض وفي الظلام ضد المحتل الأمريكي والحكومة التي عينها في العراق. واعتبر هؤلاء الخبراء أن خطوة في هذا الاتجاه ستؤدي الى خلط الأوراق في حال وجود عدة فصائل تقوم بهذا الدور وهو ما يجعل عملية اعادة الاستقرار والأمن الى العراق عملية صعبة خصوصا مع تعدد جهات وهوية المقاومة العراقية. لكن «سيناريو» تصفية الصدر في نظر بعض الخبراء الاقتصاديين ربما قد يدفع العراق الى الهاوية أصلا خاصة اذا ما قام تياره وبشكل سري باستهداف المصالح الاقتصادية كما كان قد حصل في مدينة البصرة عند تفجير أنابيب النفط والتهديد بتفجير آبار النفط بجنوب العراق. وحذر الخبراء من أن ذلك قد يدفع مئات الشركات الأجنبية الى مغادرة العراق وعرقلة عملية اعادة الاعمار وهو ما يضع الحكومة المؤقتة أمام مهمة شاقة حين لا تتمكن من تقديم أي شيء للعراقيين. ونصح هؤلاء الخبراء الحكومة المؤقتة لتفادي هذه «الكارثة» بأن تستفيد من مبادرة الصدر بتسليم مفاتيح ضريح الامام علي (رضي الله عنه) لأجل الوصول الى حالة توفيقية ل»استيعاب» تيار الصدر و»احتوائه» بدل مواجهته عسكريا معتبرين أن ذلك قد يضع العراق على فوهة بركان لن يهدأ أبدا.