دعا أمس الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنصاره الى وضع حدّ للعمليات المسلحة في كل أنحاء العراق، وأعلن أيضا موافقته على الدخول في العملية السياسية، وذلك غداة جولة من المفاوضات مع الأمريكيين والانقليز في مدينة الصدر وفي البصرة، وكذلك بعد تسليم المواقع المقدسة في النجف والكوفة الى ممثلي علي السيستاني. وفي مقابل إنهاء «انتفاضة» الصدر، ضربت المقاومة العراقية بالمدفعية والصواريخ قاعدتين أمريكيتين في مطاري بغداد الدولي و»المثنى» واستهدفت مواقع أخرى لقوات الاحتلال. وجاءت دعوة مقتدى الصدر الى وضع حدّ للعمل المسلح ضد الأمريكيين وضد أجهزة حكومة علاوي الأمنية بعد 4 أيام فقط من التوصل الى اتفاق أنهى ثلاثة أسابيع تقريبا من القتال الضاري في مدينة النجف. لكن إنهاء العمل المسلح كان مشفوعا هذه المرة بموافقة الصدر ذاته على أن يدخل التيار الصدري معترك الحياة السياسية في «العراق الجديد». نهاية انتفاضة وصرح الشيخ نعيم الكعبي ممثل الصدر في بغداد أن مقتدى الصدر أعلن أمس في النجف وقف المعارك في كل أنحاء العراق ودخول تياره في العملية السياسية. وأضاف الكعبي أن القرار الذي اتخذه الصدر جاء ليثبت أن التيار الصدري يريد السلام والمشاركة في العملية السياسية. وتابع أن التيار الصدري سوف يشرح في غضون يومين رؤيته السياسية. وحسب وصف الشيخ نعيم الكعبي فإن تيار الصدر هو أهم تيار في العراق لأنه يعتمد على قاعدة شعبية عريضة جدا، معتبرا أيضا أن هذه الحركة التي يقودها مقتدى الصدر (الذي كان يؤكد في كل مناسبة أن هذه الحركة عقائدية اجتماعية) سوف تقوم بدور مهم جدا في سياسة العراق. وكانت قيادة التيار الصدري قد مهدت لهذا الاعلان بتصريحات «مهادنة» كان أحدثها تصريح الشيخ علي سميسم معاون الصدر في النجف الذي دعا كل مقاتلي جيش المهدي الى انهاء العمل المسلح وعدم اطلاق النار الا في حالة الدفاع عن النفس. وزيادة على هذا كان أنصار الصدر الذين خرجوا من النجف قد سلموا مرقد الامام علي الى ممثلي المرجع الشيعي علي السيستاني الذين تسلموا أيضا الجامع الكبير بالكوفة ومرقد «مسلم بن عقيل بن أبي طالب». وكانت جولة من المفاوضات قد عقدت أول أمس في مدينة الصدر بين ممثلي الصدر من جهة والقوات الأمريكية والحكومة العراقية من جهة أخرى، اتفق خلالها الجانبان على عدة نقاط تنهي عمليا المواجهات المسلحة في هذا الحي الشيعي الكبير. ووافق ممثلو الصدر على إلغاء المظاهر المسلحة تماما في الحي والسماح بدخول الشرطة العراقية مقابل عدم دخول الأمريكيين الى مدينة الصدر باستثناء الدوريات الاعتيادية. وأعلن ممثل الصدر في بغداد نعيم الكعبي التوصل أمس الى اتفاق من 6 نقاط بين تيار الصدر والحكومة المؤقتة، ينهي القتال في الحي. وامتدت المفاوضات الى مدينة البصرة حيث بحث ممثلو الصدر في المدينة مع القوات البريطانية وضع حد للمواجهات وإلغاء كل المظاهر المسلحة مقابل انسحاب البريطانيين من وسط المدينة. ضربات قوية وعلى الميدان استمرت هجمات المقاومة العراقية مستهدفة مجددا القواعد الأمريكية. وسمع فجر أمس دوي انفجار هائل داخل مطار بغداد الدولي، ناجم عن قصف من جانب المقاومة العراقية التي كانت قد استهدفت في السابق المواقع العسكرية الأمريكية داخل هذا المطار أكثر من مرة. وكان مطار «المثنى» العسكري في بغداد قد تعرض أول أمس لقصف عنيف من جانب المقاومة بواسطة مدفعية الهاون وصواريخ الكاتيوشا التي استهدفت القاعدة الأمريكية داخل المطار الذي يضم سجنا. ونقلت تقارير عن سجين تمّ الافراج عنه بعد القصف أن حوالي 24 قذيفة هاون وعدة صواريخ كاتيوشا سقطت داخل القاعدة. وأشار المصدر ذاته الى حالة من الذعر في صفوف العسكريين الأمريكيين داخل القاعدة، وقتل أول أمس في الموصل جندي أمريكي وجرح آخران وفق ما جاء أمس في بيان أمريكي. وإلى الجنوب من بغداد هاجم أمس مقاومون أنبوب نفط بواسطة القاذفات الصاروخية مما أدى الى تفجيره واندلاع حريق كبير. وإلى الجنوب من بغداد أيضا، نجا مساء أول أمس مسؤول في دائرة الوقف الشيعي في منطقة «اللطيفية» من محاولة اغتيال جرح فيها مرافقان له.