على جدار مصنع التبغ بالقيروان ارتسمت علامة الحادث القاتل مخلفة ثقبا واسعا في السور يمكن ان يرمم لكن الحادث خلف أيضا جرحا عميقا في قلوب أفراد أسرة القتيل بلال الشرطاني.. لن يكون من السهل مداواته. الشاب بلال الشرطاني (19 سنة) لقي حتفه في حادث مرور نهاية الأسبوع الماضي عندما دهسته شاحنة خفيفة أثناء ركوبه دراجة نارية برفقة صديق له كما أصيب احد راكبي الشاحنة بجروح وتهدم جزء من جدار مصنع التبغ بالقيروان. وقد تواصلت التحقيقات في الحادث كما ينتظر خضوع صديق الهالك الى عملية جراحية مصيرية. «الشروق» كانت نشرت خبر الحادث في عددها الصادر يوم الاثنين 29 نوفمبر وجاء فيه ان شاحنة خفيفة قتلت مساء السبت الماضي شابا (19 سنة) وأصابت 3 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة اثر صدمها دراجة نارية على متنها شابان قبل اصطدامها بجدار مصنع التبغ وسط مدينة القيروان. وحسب مصادر مطلعة وشهود عيان فان الهالك بلال الشرطاني (19 سنة) كان برفقة صديق له على متن دراجة نارية في طريقهما الى حي المنصورة اين كان يقطن الهالك ويتردد على أصدقائه وأبناء حيه من حين الى آخر. وأثناء مروره على مستوى الطريق الرئيسية الرابطة بين المنصورة وحي طريق حفوز بمدينة القيروان وتحديدا قرب معهدي عقبة وابن الجزار الثانويين وعلى جانب الجدار الأيمن لمصنع التبغ بالمدينة، صادف مرور شاحنة خفيفة قادمة في الاتجاه المقابل على متنها شابان (في العقد الثالث). في ظلمة الليل جد الحادث حوالي الساعة التاسعة ليلا. ونظرا لظلمة الطريق الرئيسية وتحديدا في الجزء الذي جد فيه الحادث بسبب غياب أعمدة التنوير العمومي، وامام غياب مخفضات للسرعة رغم تواجد مؤسسات تعليم وطفولة. وذكر شهود عيان ان سائق الشاحنة الخفيفة حاول تجنب صدم الدراجة وابتعد بقدر كبير الى أقصى اليمين ما أدى الى اصطدامه بجدار مصنع التبغ الذي يحد الطريق من جهة السائق. وقد اخترقت الشاحنة الجدار وأحدثت فيه ثقبا كبيرا بحجم مقدمة الشاحنة الخفيفة. تدخل أعوان الحماية المدنية لإسعاف الجرحى كما تدخل أعوان المرور والشرطة العدلية للتحقيق في أسباب الحادث. وتم نقل المصابين وانتشال جثة الهالك بينما تبين ان سائق الشاحنة لاذ بالفرار رغم إصابته. وقد تواصل الى غاية أمس الثلاثاء بمستشفى الأغالبة بالقيروان الاحتفاظ بصديق بلال على ذمة العناية الطبية وهو في حاجة الى إجراء عملية جراحية مستعجلة على أطرافه. و تبين ان الشاحنة الخفيفة ليست على ملك السائق الذي تحصن بالفرار وإنما هي على ذمة سيدة تقضي عقوبة بالسجن اثر إدانتها ببيع الخمر خلسة. «أمي» ولد بلال ونشأ في حي المنصورة. ورغم انتقاله وأسرته للسكنى بحي النحاسين، فانه واصل تردده على مسقط رأسه. وذكر شهود عيان ان آخر ما لفظ به بلال عندما دهسته الشاحنة هو نداؤه لوالدته («أمي» ثلاث مرات). وقد خلفت وفاته فاجعة كبيرة لدى الأهل والأقارب والأصدقاء. على موقع الانترنات لم تأفل صفحته بلال الشخصية وواصلت استقبال العبارات المزدحمة بالعبرات. كما انشأ أصدقاؤه صفحة خاصة به على الموقع الاجتماعي ال«فايس بوك» للترحم على روحه والاشادة بما كان يتمتع به من تميز في السيرة والسلوك بالاضافة الى الدعاء بالشفاء لصديقه الذي يخضع للعناية الطبية المركزة بمستشفى القيروان.