تنويه: الرجاء من السادة قراء جريدة «الشروق» الذين يراسلون ركن (اسألوني) الاختصار عند صيغة الأسئلة حتى نتمكن من الاستجابة لأكثر عدد ممكن من أسئلتهم وشكرا. السؤال الأول: ما المقصود بما ورد في الحديث النبوي الشريف (ما بين المشرق والمغرب قبلة)؟.. هل يعني أنه بإمكاننا الصّلاة لغير الكعبة الشريفة؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أن استقبال القبلة شرط لصحة الصلاة لقوله تعالى: {قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّيّنّك قبلة ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولّوا وجوهكم شرطه} (البقرة: 144). وقد بيّن العلماء أن فرض القريب من الكعبة الذي يمكن له مشاهدتها أن يستقبل عينها (أي الكعبة)، وأما الذي يسكن بعيدا عنها ولا يمكن له مشاهدتها ففرضه أن يستقبل جهتها والحديث الشريف الذي أوردته في سؤالك هو حديث حسن صحيح رواه بن ماجة والترمذي والنسائي يبيّن لنا ذلك. ولذا إذا كان الانحراف عن القبلة يسيرا فلا يضرّ ذلك والصلاة صحيحة، وأما إذا كان الانحراف عن الجهة كأن اتجه المصلي الى الشمال مثلا فإن الصلاة في هذه الحالة تكون باطلة. السؤال الثاني: إني أقوم بقضاء الفوائت من الصلوات حيث أقضي خمس صلوات كل يوم تعويضا عمّا فاتني من الصّلاة.. هل يجوز أن أصلي مع كل صلاة حاضرة صلاة فائتة أم لا بدّ من قضاء صلوات يوم كامل دفعة واحدة؟ الجواب: الصلاة من أعظم أركان الاسلام وأجلّها فهي عمود الدين وأساسه وقد أمرنا اللّه تعالى بالقيام بها والمحافظة عليها وحذّرنا من تركها وتضييعها، وقد يترك المسلم الصلاة تهاونا لا جحودا ثم يتوب الى اللّه فيشرع في أداء الصلوات ولكن يجد نفسه قد تراكمت عليه كثير من الصلوات الفائتة ولذا ما يمكن إفادتك به أيها السائل المحترم أن تقضي ما فاتك من صلوات بالكيفية التي تريحك كأن تقضي مثلا مع كل صلاة حاضرة صلاة فائتة أو تقضي خمس صلوات فائتة دفعة واحدة في اليوم أو أكثر أو أقل من ذلك حسب الطاقة والاستطاعة. السؤال الثالث: مررت بتجربة قاسية وفاشلة في الزواج ثم طلقت، ورغم أني لست رافضة للزواج إلا أن شيئا بداخلي يرفضه كلّما تقدّم عريس لي فأحسّ بالاكتئاب والحزن الشديد لا أشفى منه إلا بعد أن أرفض من تقدّم طالبا يدي، أنا مرتاحة بدون زواج وقادرة على حفظ نفسي ولكني خائفة من اللّه لأن الاسلام يحثّ على الزواج.. هل العزوف عن الزواج يعرّض صاحبه الى غضب اللّه؟ الجواب: لا شكّ أن إحساسك بالاكتئاب والحزن الشديد كلما تقدّم رجل لطلب يدك هو ناتج قطعا عن التجربة السابقة الفاشلة والقاسية في الزواج وقد ولّدت هذه التجربة في داخلك شعورا بالخوف الشديد مما جعلك ترفضين خوض تجربة الزواج من جديد. لا شكّ أن الاسلام قد حثّ الناس على الزواج وذلك لتحقيق غايتين نبيلتين هما تعمير الكون وإشباع الغريزة الجنسية في إطار شرعي واضح. ما أنصحك به أيتها البنت الكريمة أن تتحرّري من عقدة الخوف التي بداخلك وتتّكلي على اللّه تعالى وتعيدين خوض تجربة الزواج مرة أخرى مع التحرّي في اختيار الزوج المناسب ذي الأخلاق الطيبة الذي يسعدك وتسعدينه واللّه المستعان على ذلك. السؤال الرابع: هل من تكلّم يوم الجمعة وأثناء الخطبة قد أفسد جمعته حسب ما ورد في الحديث الذي يسرد داخل المساجد يوم الجمعة (من لغا فلا جمعة له)؟ أفيدوني يرحمكم اللّه؟ الجواب: بداية هذا هو نصّ الحديث كاملا كما ورد في سنن أبي داوود: «إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها الى الأسواق يرمون الناس بالترابيث أو الرّبائث، ويثبّطونهم عن الجمعة، وتغدو الملائكة فيجلسون على أبواب المسجد، فيكتبون الرّجل من ساعة والرّجل من ساعتين حتى يخرج الإمام، فإذا جلس الرجل مجلسا يستمكن فيه من الاستماع والنظر فأنصت ولم يلغ كان له كفلان من أجر، فإن نأى وجلس حيث لا يستمع فأنصت ولم يلغ كان له كفل من أجر، وإن جلس مجلسا يستمكن فيه من الاستماع والنظر فلغا ولم ينصت كان له كفل من وزر، ومن قال يوم الجمعة لصاحبه صَه فقد لغا، ومن لغا، فليس له في جمعته تلك شيء) (حديث حسن). ما يمكن إفادتك به في معنى هذا الحديث ما ذكره العلماء أن اللغو أثناء خطبة الجمعة منهي عنه والمقصود بقوله فلا جمعة له أي أن جمعته غير كاملة الثواب ولكنها تجزئه. السؤال الخامس: ولد رضع من امرأة مع ولدها مدة عامين ولكن ابنها الذي رضع معه هذا الولد توفي بعد إصابته بالسرطان، فأنجبت هذه الأم بنتا، وبعد ذلك كبر الولد وكبرت البنت وأراد هذا الولد الذي رضع من هذه الأم أن يتزوج بنتها.. هل يجوز له ذلك؟ الجواب: إذا كان الواقع كما ذكرت في سؤالك فإن هذا الولد هو أخ للبنت بالرضاعة ولهذا لا يجوز له أن يتزوجها. واللّه أعلم