لقي شاب في السادسة والعشرين من عمره حتفه في الساعات الأولى من فجر أول أمس بمدينة المكنين من ولاية المنستير اثر تعرضه الى الطعن بسكين في أعقاب جلسة خمرية جمعته بأحد أصدقائه والذي تربطه به في نفس الوقت علاقة مصاهرة. وتفيد المعلومات المتوفرة في خصوص هذه الجريمة التي هزت المدينة خلال الساعات الأولى من صباح الخميس وفق ماورد في محاضر الأبحاث التي باشرها أعوان الفرقة العدلية للحرس الوطني بالمنستير أن المظنون فيه والبالغ من العمر ثلاثين سنة متزوج وله ابن صغير عزم بمعية صديقه (الهالك) على تنظيم جلسة خمرية بمنطقة فلاحية توجد في أطراف المدينة وقد التقيا بالفعل وسهرا حتى ساعة متأخرة من الليل عاقرا خلالها الخمرة وفي الوقت الذي كانا فيه يستعدان الى المغادرة والعودة الى منزليهما بوسط المدينة شب بينهما خلاف بسيط سببه مطالبة الهالك صديقه بإرجاع مبلغ مالي كان اقرضه له في وقت سابق لكن هذا الطلب وجد رفضا من قبل المدين الذي لم يخف استنكاره من هذا الطلب الذي جاء في غير وقته. طعنات بسكين هذه الإجابة لم ترق للهالك الذي تمسك تحت تأثير الخمرة بحقه وشيئا فشيئا تطور الخلاف بينه وبين مرافقه الى حد تبادل العنف واعتبارا لاختلاف موازين القوى غادر المظنون فيه المكان واتصل هاتفيا بأحد أصدقائه لمعاضدته ومساعدته على تأديب خصمه الذي اعتدى عليه بالعنف وسرعان ما كان الطرف الثالث في الموعد وبمجرد أن اقترب من الهالك للومه على صنيعه ومعاتبته حتى بادر هذا الأخير بإخراج سكين من بين طيات ثيابه وجرحه بها على مستوى يده وهو ما حز في نفس المظنون فيه الذي لم يكن يتصور أن يتم الاعتداء أيضا على مناصره. أخرج بدوره سكينا وسدد لقريبه طعنات كانت كافية لتزهق روحه... ومباشرة اثر هذا الاعتداء ترك الطرفان الشاب ملقى على الأرض يتخبط في دمائه وغادرا المكان ليلتحقا بالمستشفى المحلي بمدينة المكنين لعلاج الجروح التي طالت أحدهما. إعلان عن جريمة بعد وصولهما الى المستشفى اتصل الإطار الطبي بأعوان الأمن وأبلغهم بحالة الشاب التي تم استقباله منذ دقائق والتي تبعث على الشك والريبة فما كان منهم إلا أن حلوا على عين المكان وبسؤال الشاب عن مصدر الجروح التي طالته أعلمهم بالتفاصيل التي أتينا عليها سابقا مضيفا بان مرافقه الذي يقف الى جانبه في المستشقى كان سدد منذ فترة زمنية وجيزة طعنات لشاب تركاه في الغابة قبل أن يغادرا المكان. وعلى الفور احتفظ الأعوان بالشابين الى حين التأكد من صحة المعلومة ثم انتقلوا الى مكان الواقعة فعثروا على الشاب مفارقا للحياة فاعلموا بدورهم ممثل النيابة العمومية الذي التحق بهم وعاين الجثة وأمر بنقلها الى مستشفى فطومة بورقيبة بالمنستير لوضعها على ذمة الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة. وبمقتضى إنابة عدلية من وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير تعهدت الفرقة العدلية للحرس الوطني بمواصلة الأبحاث في هذه الجريمة من أجل الكشف عن مزيد التفاصيل وتحديد المسؤوليات قبل إحالة ملف القضية على أنظار العدالة.