علمت «الشروق» من مصادر مطّلعة أنه يجري حاليا الاعداد لتكوين فرقة مراقبة اقتصادية صلب وزارة التجارة والصناعات التقليدية متخصّصة في التدخل لقمع كل أنواع التجاوزات في مجال المواد المدعّمة لا سيما فارينة الخبز والزيت النباتي وذلك لتطوير العمل الرقابي الحالي ولدعم الآليات المستعملة في هذا المجال الى حد الآن والتي أعطت نتائج جيّدة منذ بداية العمل بها. وقالت المصادر ذاتها إنه سيقع العمل على دعم هذا الفريق بكل الوسائل الفنية واللوجستية والبشرية التي تخوّل له العمل على كامل تراب الجمهورية وعلى أقصى فترة زمنية ممكنة من اليوم حتى يقدر على أداء مهامّه في أحسن الظروف. ومعلوم أن استعمال المواد المدعّمة من الدولة يشهد من حين الى آخر عدّة تجاوزات مثل استعمال فارينة الخبز لصنع الحلويات والمرطبات والبيتزا والأصناف المتميّزة من الخبز وكذلك استعمال الزيت النباتي لاعداد الأكلات في المطاعم والنزل ومحلات الفطائر و«الفريكاسي»، وهذا ما يخلّ بالمبدإ العام المعمول به في بلادنا وهو توجيه الدعم نحو مستحقيه أي توجيه المواد المدعومة من الدولة للاستهلاك الأسري دون غيره. وتخصّص الدولة سنويا مبلغا هاما من الميزانية العامة للمواد المدعمة وذلك في اطار حماية المقدرة الشرائية للمواطن وخاصة الفئات الضعيفة والمتوسطة، وبالتالي فإنه لا يجوز لأي طرف كان أن يستعمل هذه المواد المدعمة لتحقيق مرابيح تجارية لمصلحته الخاصة، حيث لا يجوز لأصحاب المطاعم مثلا استعمال الزيت النباتي المدعم بل الأنواع الاخرى غير المدعّمة. كما لا يجوز لأصحاب محلات المرطبات استعمال الفارينة المدعّمة بل الصنف الآخر غير المدعّم. وسائل سيقع تمكين فريق المراقبة المذكور من العمل بأحدث التقنيات والوسائل لأداء عمله. وفي هذا الصدد سيقع الاعتماد على مادة خاصة (عامل اقتفاء) لتبيّن ان كان الزيت المستعمل في المطعم (حتى أثناء القلي او بعد احضار الأكلة) مدعما أم لا. وفي قطاع المخابز سيقع الاعتماد على شبكة معلوماتية متطوّرة تمكن من اقتفاء أثر الفارينةمنذ خروجها من المطحنة ووصولا الى المخابز، وذلك في أي مكان من الجمهورية. وبصفة فورية وحينية، بحيث يكون فريق المراقبة عالما بكل دقّة بوجهة كمية الفارينة التي خرجت من المطحنة وبوجهة الشاحنة التي تنقلها وبكل الوثائق المرافقة للشحنة (الفواتير وصولات الطريق وصولات التسليم). ويتوقع المعنيون بالشأن التجاري في بلادنا أن تكون هذه الطريقة وسيلة ناجعة للغاية للضرب بقوة على أيادي المتلاعبين بمنظومة الدعم خاصة أنها ستكون متبوعة بعقوبات مشدّدة للمخالفين.