دعا السيد نذير حمادة وزير البيئة والتنمية المستديمة الى ضرورة مساهمة كافة الدول الأعضاء بمرصد الصحراء والساحل بشكل جدّي وفاعل في كل الأمكانيات المتاحة لمجابهة مشاكل التصحّر وتدهور جودة الأراضي وندرة المياه والتغيرات المناخية والظواهر الطبيعية القصوى، التي تهدد كل دول القارة الافريقية. وبيّن حمادة بمناسبة افتتاحه الدورة 14 لمجلس إدارة مرصد الصحراء والساحل المنعقدة بتونس يومي 13 و14 ديسمبر الجاري أهمية الدور الذي يمكن ان تضطلع به الهيئات والمنظمات الدولية والاقليمية (على غرار مرصد الصحراء والساحل) في النهوض بالأوضاع الطبيعية والمناخية بافريقيا. وكان مرصد الصحراء والساحل قد تأسس منذ 1989 وأصبح رسميا سنة 1992 جمعية دولية وتم تركيز مقرّه بتونس سنة 2000 بعد أن كان بمبنى اليونسكو بباريس... ويرأس السيد نذير حمادة حاليا هذا المرصد .. نجاح... لكن نجح مرصد الصحراء والساحل على امتداد السنوات الماضية في إرساء برامج تعاون بين الدول وتبادل خبرات وتعزيز القدرات من خلال عدة مشاريع تم اطلاقها في مجال الوقاية من التصحّر والانجراف ومجابهة ندرة المياه وقلة خصوبة الأرض وتأثيرات التغيرات المناخية. غير أنه حسب ما ذكره وزير البيئة (رئيس المرصد) فإنه بداية من 2007، تم تسجيل عدم تلاؤم بين انتظارات البلدان والامكانيات المتاحة والمعتمدة من قبل مرصد الصحراء والساحل. وقد دعا المرصد في هذا المجال الى مشاركة أفضل ومساهمة أنشط لكل البلدان الافريقية الاعضاء به حتى يقدّموا مزيد الدعم لبرنامجه ولمساهماتهم التقنية فيه ولتشخيص أولوياتهم في نطاق البرنامج الحالي للمرصد وفي نطاق استراتيجيته لسنة 2020 وذلك حتى يتمكن من تطوير برامجه حسب أولويات البلدان وطموحاتها وانتظاراتها في مجال البيئة والتنمية. محرجة توصف وضعية الأراضي والمياه في الدول الافريقية بالمحرجة وذلك بسبب مشاكل التصحّر وتراجع خصوبة الأرض وتراجع المخزون المائي والظواهر الطبيعية القصوى (فيضانات حرارة شديدة...) وهو ما يزيد من حالة الفقر والاحتياج والجوع التي تعيشها الشعوب. فثلثا القارة يقعان بالمناطق الصحراوية او الجافة و46٪ من الأراضي مهدّدة بالتصحّر والمخزون المائي الافريقي يتعرض لاستنزاف كبير بما من شأنه أن يحوّل نصيب الفرد من الماء في السنة الى اقل من 1000 متر مكعب وهو نصيب غير كاف بالمرّة. ويطلق الخبراء والمختصّون على غرار مرصد الصحراء والساحل صيحة فزع تجاه هذا الوضع ويرون أنه لا بد من تكاتف كل جهود الدول والمنظمات للحدّ من هذه المخاطر وهو أمر ممكن إذا ما تم الاعتناء به كما ينبغي.