استضافت دار الثقافة ابن رشيق مساء أول أمس في إطار لقاءات نادي «محاورات» الفنان لطفي بوشناق على هامش أيّام قرطاج الموسيقية التي ستنطلق اليوم السبت 18 ديسمبر. اللقاء الذي حضره جمهور غفير تحدّث فيه بوشناق عن مسيرته الفنيّة التي تجاوزت الآن 35 عاما وأكّد أنّه ليس راض عن نفسه ولا يعتبر نفسه فنّانا «كبيرا» طالما لم تغنّ ألحانه في الأرجنتين والبرازيل وأوروبا وأفريقيا وطالما ليست له أغان ومؤلفات موسيقية معروفة في العالم. بوشناق قال إن العالمية هاجسه و أنّه لا يؤمن بشيء أخر غير العمل وأشار الى أنّه سيغني في سبتمبر 2011 في ملعب فرنسا مع الفنان شارل أزنافور ومجموعة جيبسي كينغ الشهيرة كما أعدّ أغنية لأطفال غزّة سيؤديها 150 طفلا من غزّة المحاصرة. بوشناق قال إنّه يعبّر عن عصره وأنّ لا علاقة له بالسياسة كممارسة لكن الفن موقف لذلك غنّى لقضايا الحرية في العالم من البوسنة الى فلسطين الى العراق الى الصومال وأكّد أنّه لا يؤمن بالأغنية التونسية بل بفنّان يصل الى العالم مهما كانت اللغة أو اللحن الذي يؤدّيها لذلك خاض تجربة الموسيقى الكلاسيكية وفي هذا الصدّد ذكر أنّ مشروعه الذي قدّمه منذ سنوات في مهرجان قرطاج الدولي في الموسيقى السمفونية جاهز لكنّه ينتظر الشركة التي تنتجه وتوزّعه وفي هذا السياق أكدّ على أن المشكل الذي يواجه الفنّان التونسي هو غياب شركات إنتاج تتبنّى الفنّان وأشار الى أنّه يعمل وحده وليس له لا حارس شخصي ولا متعهّد حفلات ولا سائق بل يعيش مثل النّاس ويعمل في الفن كما يعمل أي شخص أخر في مهنته وقد إختار الإستقالة من عمله ليتفرّغ للفن لأنّه فهم أنّ الفن قدره وهو يعيش ليغنّي وليس يغنّي ليعيش. المطربون التونسيون لطفي بوشناق تحاشى الحديث عن أيّام قرطاج الموسيقية وعن المطربين التونسيين لكنّه أكّد أنّ أزمة الموسيقى في تونس ليست مسؤولية الفنّان فقط بل مسؤولية مجموعة من العوامل المتّصلة من بينها شبكة التوزيع والإنتاج وهذه الأزمة إن كانت موجودة فهي نتيجة لغياب حقوق التأليف وغياب رجال أعمال ومؤسسات اقتصادية تدعم الفنّان. ورغم هذه الظروف غير الملائمة للإنتاج الفنّي قال إنّه يعمل بإستمرار ويحاول أن ينجح لأنّ قدر الفنّان هو العمل وقد آمن بعمله وهو لا يعتبر نفسه يعيش معاناة وليس له فضل في ذلك. وعن علاقته بالمطربين التونسيين قال إنّ علاقته طيّبة مع الجميع وقد دعا أكثر من مطرب تونسي ليشاركه الغناء في نفس الحفل مثل سنية مبارك ودرّة الفورتي وحسن الدهماني ومحمد الجبالي ودرصاف الحمداني والمرحوم الصّادق ثريّا وأكّد أنّه لا عقدة له لو يغنّي من ألحان مطرب تونسي أخر كما أنّه مستعد أن يمنح ألحانه لأي مطرب تونسي يطرق بابه ويطلب منه ألحانا. بوشناق كشف أنّ الأسماء التي ستغنّي أغانيه في أيّام قرطاج الموسيقية هي من إختياره لأنّها أصوات جميلة وقادرة على أن تؤدّي أغانيه.