عبّر الرئيس السوري بشار الأسد عن خيبة أمله إزاء الجهود التي تبذلها الادارة الأمريكية من أجل احياء عملية السلام في الشرق الأوسط مؤكدا في الوقت نفسه أن الحكومة الاسرائيلية لا تمثل شريكا حقيقيا في عملية التسوية مع بلاده.. وقال الأسد في حوار نشرته صحيفة «بيلد» أمس الألمانية أن سبب جميع النزاعات في الشرق الأوسط يعود الى الاحتلال بدءا من الاحتلال البريطاني مرورا بالاحتلال الفرنسي وحتى الاحتلال الاسرائيلي. تحذير سوري وأضاف: «هذا الأمر يدفع بأبناء المنطقة الى اليأس وبالتالي الى التطرف ومن ثمّ عدم توفر السلام. واستبعد الرئيس السوري أن تقوم اسرائيل بتقاسم القدس في يوم ما مع دولة فلسطينية مشيرا الى أن تل أبيب أعلنت مرارا أن القدس بأكملها هي العاصمة الأبدية لاسرائيل بينما يتحدث العرب عن القدسالشرقية لتكون عاصمة لدولة فلسطينية. وقال إن الحكومة الألمانية لا تقوم بدور سياسي في منطقة الشرق الأوسط بما يتناسب مع حجمها كدولة أوروبية كبيرة.. وأشار الأسد الى غياب الحوار السياسي في العلاقات بين الحكومة الألمانية بقيادة أنجيلا ميركل والحكومة السورية وحصر العلاقات بين البلدين في جانبها الاقتصادي وذلك على عكس الجهود التي يبذلها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وفي حديثه عن الموقف الأمريكي من عملية السلام قال الأسد: «بالتأكيد (أوباما) يريد أن يفعل شيئا ما.. إنّ الخطاب الذي ألقاه في القاهرة بعث آمالا كبيرة في المنطقة ولكن عندما يبعث المرء آمالا دون إحراز أي نتائج فإنه يحصد العكس. إنّ ذلك يبعث على المزيد من خيبة الأمل». عباس يوضح في هذه الأثناء قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمام حوالي 100 من الشخصيات الاسرائيلية اليسارية خلال لقائه معهم أول أمس في مكتبه برام اللّه إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أبلغه بعجزه عن تنفيذ قرار تجميد البناء خوفا على حكومته من الانهيار. وفي سياق متصل ذكرت مصادر فلسطينية أن عباس يفكر جدّيا مع عدد من مستشاريه المقرّبين في «حلول عملية» دون الاضرار بعلاقته بإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما خاصة بعد قرار مجلس الشيوخ الأمريكي رفضه الاعتراف بدولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1967 ورفضه أي تحرّك أحادي الجانب. وقالت المصادر المقرّبة من الرئاسة الفلسطينية إنّ عباس سيتوجه الى واشنطن بعد الانتهاء من الاحتفال برأس السنة الميلادية لبحث آلية التحرّك لاستئناف المفاوضات. كما ذكر عباس في حوار نشرته أول أمس صحيفة «الرأي» الأردنية أنه لن يتنحى من منصبه «لأنه صاحب مشروع وطني».