يعد التونسيون بالخارج القلب النابض والمحرّك الدائم والقوة التي تترجم الكفاءات التونسية بكل قطر من أقطار العالم كما أن التونسي بالخارج هو سفير ثقافي واقتصادي واجتماعي يمثل تونس في شتى مجالاتها ولأن العناية الكبيرة التي أولاها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي على أن التونسيين بالخارج تواصل حضاري وسند للتنمية فإن قنوات الاتصال والتواصل متينة ووطيدة غير أن هذا يتطلب أكثر عناية لأجل ربط علاقات أكيدة مع جمعيات ومنظمات وهياكل تمثل المجتمع المدني في تونس فالنشاط الجمعياتي والمنظماتي في تونس يتطور وفي حركية متواصلة وفي نشاط مستمر وهذه الهياكل غير مقتصرة على التونسيين بالداخل فقط وحتى التونسيين بالخارج لهم درجة عالية من الأهمية والأولوية لكي يكونوا منخرطين وعاملين وناشطين في جمعياتنا مهما كانت صبغتها ثقافية فنية أو خيرية اسعافية اجتماعية أو تنموية أو رياضية أو علمية أو نسائية أو ذات الصبغة العامة وهذه الجمعيات تبعث بنداء الى كل التونسيين بالخارج للانضمام إليها والنشاط تحت هيكلها لدعم التنمية المستدامة التي يسعى الى تجسيدها كل تونسي. فتونس فخورة بأبنائها في الهجرة فقد أثبتوا جدارتهم وكفاءاتهم وبيّنوا قدرتهم الفائقة على تميزهم في كل المجالات كطلبة ودارسين وباحثين وعمال وإطارات وفنانين ورجال أعمال ومستثمرين وغيرهم، أما النشاط الموازي لعملهم كانخراطهم في بعض المنظمات والجمعيات فإنه دفع كبير لعجلة التقدم والتطور والتفتح نحو الآخر مساهمة بناءة في التنمية استلهامها من الماضي لحاضر مشرق وبناء مستقبل ينتظر غدا مليئا بالطموح والنجاح وهذا لا يتحقق إلا بتكاتف المجهودات وتنمية القدرات بسواعد وأفكار تونسية مهما كان مكانها في العالم. ولعلّ ديوان التونسيين بالخارج خير مؤطر وخير راع لمواطنينا بالهجرة للرعاية الاجتماعية وتنفيذ البرامج الثقافية والتعليمية والتربوية وتسهيل مهام التونسي بالهجرة والعائد الى أرض الوطن وتعزيز روح الانتماء الوطني الذي من شأنه أن ينمّي العلاقات المتميزة مع الجمعيات والمنظمات والمؤسسات والصناديق وهياكل الإحاطة.