أجرى الجيش الاسرائيلي أمس اختبارا لمنظومة الدفاع المسماة «معطف الريح» لاعتراض صواريخ مضادة للدروع. وقبل هذه التجربة التي قالت مصادر في جيش الاحتلال انها كانت ناجحة. نشرت اسرائيل كتيبة من الدبابات مزودة بمنظومة «معطف الريح» على الحدود مع قطاع غزة عقب اطلاق المقاومة الفلسطينية صاروخا من طراز: «كورنيت» ونجاحه في اختراق دبابة اسرائيلية من طراز «ميركافا». ويسود في الكيان الصهيوني قلق بالغ من تمكن فصائل المقاومة في غزة من الحصول على هذا النوع من الصواريخ الروسية الخارقة للدبابات والمدرعات، إ ضافة إلى امكانية تطويره ليكون أكثر دقة وتدميرا. وصاروخ كورنيت كما تؤكد وثائق عسكرية، صاروخ روسي مضاد للدبابات صممه مكتب التصميم الهندسي في روسيا ليحل محلّ تشكيلة الصواريخ الروسية القديمة للتعامل مع دبابات القتال التي يستخدمها حلف «الناتو» من طراز «أبرامز» و«ليو بارد» و«لوكلير». ويطلق عليه أيضا إسم صاروخ الرعب، وهو قادر بحسب الشرح العسكري على إصابة الأهداف الطائرة البطيئة كالمروحيات. ويطلق حلف «الناتو» على هذا الطراز من الصواريخ الروسية إسم Spriggan«14-AT». وحاليا تعكف القيادة العسكرية الصهيونية على دراسة احتمال امتلاك «حماس» لعدد من صواريخ «كورنيت» المعدلة والمطورة. وينصح خبراء استراتيجيون اسرائيليون قيادة الجيش في اسرائيل بالعمل على تغيير استراتيجيات المواجهة مع «حماس» على ضوء ما تمتلكه الحركة من أسلحة بما فيها منظومة «كورنيت». خصائص بدأ العمل في روسيا على تطوير هذه المنظومة الصاروخية (كورنيت) عام 1988، ودخل نظام الخدمة في أكتوبر من العام 1994 بديلا للمنظومة السابقة من صواريخ «كانكورس» (Konkursa.At5) وفاغوت( Spigot At4) وهذه المنظومة ذات توجيه سلكي (Wire guided Missiles)، بينما تعتمد منظومة صواريخ «كورنيت» علىنظام توجيه ليزري نصف أوتوماتيكي وهو ما يعبر عنه ب: «Laser Beam.guidance system LGS» ومن خصائص منظومة صواريخ «كورنيت» بحسب الوثائق العسكرية أنه قادر على التعامل مع خليط من الأهداف البرية الثابتة والمتحركة كالدبابات وعربات القتال والمدرعات والمخابئ والتحصينات اعتماد على نظام التوجيه سالف الذكر (LGS). تفوق سرعة صاروخ «كورنيت» سرعة الصوت ويتراوح مداه من 100 متر الى 5500 متر نهارا و3500 متر ليلا، ويمكنه العمل في كل الظروف المناخية وإصابة الهدف بدقة. تجارب قتالية وتفيد تقارير عسكرية أمريكية بأن أول تجربة قتالية عملية لهذا الصاروخ كانت سنة 2003 خلال غزو العراق، مشيرة الى أن وحدات من الجيش العراقي بزي مدني استخدمته في الأسبوع الأول من المواجهة وتمكنت من اعطاب عدد من دبابات «أبرامز» الأمريكية، وعربات من طراز «برادلي». وتبقى حرب لبنان صيف 2006 أفضل تجربة عملية لصاروخ «كورنيت»، حيث شكلت صواريخ «حزب اللّه» المضادة للدروع صدمة قوية للجيش الاسرائيلي ولدبابة «الميركافا» فخر الصناعة العسكرية الاسرائيلية. وكانت صواريخ «كورنيت» الأكثر فاعلية، حيث أعلن الجنرال الاسرائيلي وقتها غيورا إيلاند أن «الجانب الأعلى لدبابات الميركافا كان لقمة سائغة للقذائف الحديثة ثنائية الرؤوس واستطاع الكورنيت تدمير عدد منها..». صاروخ الرعب ومنذ عدوان جويلية 2006 على لبنان وتكبد الجيش الاسرائيلي خسائر هائلة في العتاد والأرواح والقيادة الصهيونية تعمل على تفكيك «رموز الهزيمة» لتقف على حقيقة دور صواريخ «كورنيت» في تدمير مفخرة الصناعة العسكرية الاسرائيلية «الميركافا»، وتعتقد اليوم أن حركة «حماس» حصلت على نسخة متطورة من «كورنيت» أشد فتكا من تلك التي استخدمها «حزب اللّه».