يمكن اعتبار الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية دورة موفقة رغم بعض النقائص التي لا تفسد للود قضية. فقد نجح التنظيم، إلى حد أن البعض اعتبره أفضل، مما كان عليه في تظاهرات أخرى عريقة ببلادنا. فضلا على أن ضيوف هذه الدورة من أيام قرطاج الموسيقية، صرحوا لنا في لقاءات خاطفة جمعتنا بهم، بالنجاح التنظيمي الكبير في دورة هي الأولى لهذه التظاهرة الموسيقية. من جهة أخرى، فإنّ الأهداف المرسومة لهذه التظاهرة، بدأت تتحقق شيئا، فشيئا. حيث أنها انطلقت بنكهة مغاربية، ولم لا تصبح الأيام عربية المذاق؟. كما لا يفوتنا ونحن نتحدث عن أهداف هذه التظاهرة، التنويه بالنتائج الإيجابية، التي ظهرت خلال فعالياتها والتي، حتما، ستمثل منعرجا، في سياق تسويق الأغنية التونسية، وستكون كذلك، فرصة لإقلاع الفنان التونسي نحو عالم النجومية العربية. النتائج المتحدث عنها، كنا قد تفردنا بنشرها في أعدادنا السابقة المتزامنة مع فعاليات الأيام. كانت أبرزها على الإطلاق، اتفاق الفنان التونسي زياد غرسة، مع الفنانة الجزائرية فلة عبابسة، على إصدار أغنية ثنائية (ديو) تجمعهما لأول مرة، وكذلك اتفاق الفنان التونسي مقداد السهيلي مع المطربة الليبية «إيمان محمّد» المشاركة في مسابقة الأغاني بهذه الدورة من الأيام لتسجل إحدى أغانيه، بالاضافة إلى أن الفنان مقداد السهيلي سيحيي مجموعة من الحفلات بالجماهيرية الليبية في الأيام القليلة القادمة. ومن ثمار أيام قرطاج الموسيقية، في دورتها الأولى، اتفاق المطربة التونسية محرزية الطويل مع العازف العراقي الكبير على آلة العود، نصير شمة على التحول معه إلى القاهرة، حيث ستؤكد قيمتها الفنية، وسيكون أول تعامل لها مع الملحن المصري المعروف صلاح الشرنوبي، فضلا عن عديد الاكتشافات الرائعة في مسابقة المعزوفات وفي مسابقة العزف المنفرد على آلة العود. ودون شك، لن ينسى الجمهور تلك المعزوفة الرائعة للأخوين بشير ومحمد الغربي، والتي كانت ساحرة وأكدت قيمة العازف التونسي، وتميزه عربيا. أيام قرطاج الموسيقية، مولود جديد، سيساهم في تطور الأغنية التونسية ويخرجها من سباتها، لكنه أيضا سيكون محطة عبور للمواهب والطاقات الموسيقية الكبيرة ببلادنا، ومن خلال كل ما ذكرنا سلفا، يجب المحافظة عليه، واحترام شروط المنافسة والمشاركة في مختلف مسابقاته أو حفلاته، عبر الكف عن الصيد في الماء العكر والتعامل بعقلية العرابن، لأن هذا المهرجان أقيم للمبدعين.