ثلاث حالات نفسية تتعلق بعالم الطفل الصغير وكيفية التصرف إزاء بعض سلوكاته يجيب عنها الأستاذ منذر جعفر معالج نفساني وسلوكي. * الحالة الأولى: أنا أم لثلاثة أبناء أعمارهم 9، 6 و3 أعوام عندما يخطئ أبنائي لا أضربهم ولكنني أقاطعهم وأمتنع عن الحديث معهم ولا أسمح لهم أن يقتربوا مني، لكني ألاحظ أن أخطاءهم تزيد بدلا من أن يشعروا بالذنب أو يعتذروا مني فهل تصرفي صحيح أم لا وما هي نصائحكم؟ * منى (تونس) * الرد الأول : هناك أمهات كثيرات يلجأن الى هذا التصرف حيث يضعن مساحة بينهن وبين أطفالهن فيرفضن محادثتهم أو تقبل أي مزاح يصدر منهم بحجة أن ذلك يحرضهم على الاستمرار في ارتكاب السلوك الخاطئ، لكن الأمهات قد لا يدركن مدى الخطأ الذي يوقعن أنفسهن فيه عندما يمارسن هذا السلوك وكأنهن بهذا يرفضن الاعتراف بأن ارتكاب الأخطاء هو جزء أساسي من سلوك الاطفال وعبره يتعلمون المعنى الحقيقي للتصرف الحسن واكتساب السلوك الحسن كذلك. فمقاطعتك لهم إذن يزيد من توترك من جهة كما يزيد من الهوة بينك وبينهم فيقعون في سلسلة من الأخطاء تزيد الأمر سوءا وتجدون أنفسكم جميعا في دوامة. لذلك عليك عدم استخدام الحب أو النفور في حلّ المشاكل مع أبنائك ولا تهدّديهم بأبيهم بل اظهري لهم العطف والحنان وأبلغيهم أن والدهم سينزعج جدا اذا عرف بهذا التصرف، وصارحيهم أنك ستجدين صعوبة في التواصل معهم عندما يتصرفون بشكل خاطئ. * الحالة الثالثة : كيف لي أن أعرف أن بكاء طفلي ناتج عن احساس بالألم؟ مع العلم أن طفلي كثير البكاء. * زهرة (حمام الأنف) * الرد الثاني : إنه خطأ شائع، فالصراخ أو البكاء هو أحد مؤشرات نداء الطفل، ووسيلته الوحيدة للتعبير عن عدم ارتياحه وانزعاجه، فإذا كان طفلك يتألم بشدة، فإنك لن تتمكني من تهدئته، على الرغم من كل مشاعر العطف والحنان والدلال التي تقدمينها له. لكن طفلك لا يستطيع البكاء بشكل متواصل للتعبير عن استمرار الألم، فطاقته لن تساعده حتما لا بل ان معاناته ربما تزيد. لذا سترينه يتخذ بشكل فطري الوضع الذي يشعر خلاله بأقل أوجاع ربما يتقوقع على ذاته ليحمي المنطقة التي تؤلمه، فإذا غيرت وضعه عاد الى البكاء وهنا ستتأكدين فعلا أن ألمه شديد وحقيقي. * الحالة الثالثة: إبني عمره سبع سنوات كلما ذهبنا الى منزل أحد الأصدقاء أو الأقارب إلا وتعلّق بإحدى اللعب ويصرّ على أخذها مما يجعلني أواجه موقفا محرجا مع من أزورهم لذلك أتساءل عن الطريقة المثلى للتصرف مع ابني في مثل هذه الوضعية. * الأزهر (نابل) * الرد الثالث : اذا انتهيت من زيارة عائلية أو لأحد الأصدقاء وتعلق إبنك بلعبته لديهم أو غرض ما أصرّ على ألا يأخذها حتى وإن عرض المضيفون لكم ذلك يجب اقناع طفلك بترك اللعبة لصاحبها وفي المقابل عده بأنه سيرجع الى هذا المكان ليلعب بها مرة أخرى، لكن لا تعد بشراء مثلها.