ثلاث حالات نفسية وسلوكية جديدة يتولى الاستاذ منذر جعفر مختص في العلاج النفسي والسلوكي، تحليلها وتقديم النصائح النفسية اللازمة لحلها. ** الحالة الأولى * تتساءل منية وهي أم لطفلة عمرها تسع سنوات عن إيجابيات وسلبيات إهداء الاطفال مبلغا من المال؟ * منية (قصر السعيد) ** الرد اعلمي سيدتي أن للامر حسناته وسيئاته. فمن جهة فإن المال يمنحهم حرية شراء ما يريدونه من ألعاب وملابس وغيرها ويجنبنا شراء أشياء لا تثير إعجابهم أو اهتمامهم، كما أن ذلك ينمي حس المسؤولية لديهم والتخطيط لتقسيم المبلغ على أمور يريدون شراءها وإقامة مشاريع يختارونها بأنفسهم. إلا أن إهداء الاطفال مبلغا من المال يمنع عنهم فرحة المفاجأة واستمتاعهم بالتخلص من أوراق الهدايا بالرؤية ما في داخلها كما أن الكثيرون منا مازالوا يتذكرون هدايا الطفولة المميزة التي حصلوا عليها والاشخاص الذين أهدوهم إياها. ونظرا لما تقدم يفضل إيجاد حلول وسطى كأن تقدم لهم مبلغا من المال مرفقا بهدية تفاجئهم وتمنحهم الكثير من الفرح والغبطة أو اصطحابهم لاختيار هداياهم بأنفسهم. ** الحالة الثانية * لديّ ثلاثة أطفال إذا ما أخطؤوا لا أضربهم ولكني أقاطعهم ولا أسمح لهم أن يقتربوا مني وعوضا أن يرتدعوا على فعل هذه الاخطاء يزيدون فيها. فهل تصرفي صحيح؟ وما هي نصيحتكم؟ * روضة (سوسة) ** الرد هناك أمهات كثيرات يلجأن الى مثل هذا التصرف، حيث يضعن مساحة بين أطفالهن وبينهن فيرفضن محادثتهم أو تقبل أي مزاح يصدر منهم بحجة أن ذلك يحرضهم على الاستمرار في ارتكاب السلوك الخاطئ لكن الامهات لا يدركن مدى الخطإ الذي يوقعن أنفسهن به فهن يرفضن الاعتراف بأن ارتكاب الاخطاء هو جزء أساسي في سلوك الاطفال ومن خلاله يتعلمون المعنى الحقيقي للتصرف الحسن واكتساب السلوك الحسن أيضا. إذن مقاطعتك لأطفالك عندما يخطئون التصرف يزيد من توترك من جهة، كما يزيد من الهوة بينك وبينهم فيقعون في سلسلة من الاخطاء تزيد الامر سوءا. أما التصرف الانسب كما أراه هو عدم استخدام الحب أو النفور في حل المشاكل مع الابناء، ففي كل الحالات فإن أطفالنا يستحقون الحب والعطف وعلينا إظهاره لهم في كل الحالات بلا استثناء. ** الحالة الثالثة * أنا أمّ لطفل عمره 10 سنوات أصبح مدمنا في الفترة الاخيرة على ممارسة ألعاب المعارك والاسلحة لذلك أتساءل عن مدى تأثير مثل هذه الالعاب على نفسية الطفل وشخصيته؟ * زينة (قصر هلال) ** الرد يمكن الاشارة الى أن علماء النفس ينصحون بالابتعاد قدر الامكان عن الالعاب الوحشية التي تنمي ميلهم لممارسة العنف ضد الآخرين والتي تكرّس القوة الجسدية في خانة أهم من الذكاء والقوة الفكرية، ونقصد هنا بألعاب الاسلحة والرشاشات والعساكر، فضلا عن الالعاب المؤذية والتي تمنح الطفل أفكارا لأذية الآخرين فهو غالبا ما يقوم بتنفيذها على أخيه الصغير أو على أحد من رفاقه أو أقاربه.