استفاقة مستقبل قابس في الجولات الأخيرة من مرحلة الذهاب كشفت أن الخلل كان يمكن تفاديه منذ البداية وأن مجموعة اللاعبين التي بدأت الموسم كانت قادرة على نحت مسيرة أفضل لو توفر منذ البداية الربان الماهر ولو تفطنت الهيئة مبكرا إلى أن الفريق بلا أبنائه وجمهوره العريض وبلا لم للشمل وبلا دعم من الجميع لا يمكن أن يحقق المرغوب وهي كلها مؤشرات أساسية لا بد أن يقرأ لها ألف حساب. قد تكون الصدفة لعبت دورها في حصول الاستفاقة على يد محمد جويرو المدير الفني للشبان والذي كان بعيدا عن أجواء فريق الأكابر وعند خروج المدرب زعبوب وبدون سابق تخطيط ونظرا لعدم العثور عن البديل في وقته منحت الهيئة المديرة مهمة مؤقتة للمدير الفني الذي مكنته كفاءته وحنكته من استغلال الفرصة على أفضل وجه ونجح بامتياز في تحقيق الاستفاقة ومعرفة أصل الداء داخل الفريق فبدأ بالتأطير والإحاطة وتقريب اللاعبين منه ومن بعضهم البعض وكان له ما أراد فركّز عمله على الجوانب التكتيكية والنفسية وغيّر من وجه الفريق ومنحه بذلك الشخصية المفقودة. اليوم نجح جويرو في مرحلة أولى ونجاحه في المرحلة القادمة سيبقى رهين عدم التدخل في شؤونه الفنية وتركه ينهي الاستراتيجية التي بدأها. صعوبات لا بد أن تنتهي أولى الصعوبات التي يواجهها حاليا فريق «الجليزة» هي عدم توفر فضاء معشب للتمارين إذ بعدما أصبح الملعب الفرعي في طي النسيان والتهميش وأغلق بدون تحديد موعد لفتحه وبعد أشغال صيانة الملعب الرئيسي والقرارات الصادرة بمنع التدرب عليه، بعد كل هذا وجد الفريق نفسه يتدرب مرة على الشاطئ ومرة أخرى على العشب الاصطناعي وهي عوامل أثرت سلبيا على سلامة وصحة اللاعبين. وإذا كان في عديد المرات إقرار ضرورة إجراء تربصات خارج قابس بحثا عن فضاء مناسب للتمارين فإن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر لأنه مكلف جدا واليوم تتطلب الضرورة من الهياكل المسؤولة العمل على جعل الملعب الرئيسي على ذمة الفريق لحصتين اثنتين في الأسبوع حتى يحضر مقابلاته جيدا وبدون عوائق. انتظارات نجاح مستقبل قابس في مواصلة مسيرة الاستفاقة إلى الآخر وضمان البقاء سيبقى مرتبطا بتوفر ضرورات وعوامل عديدة يبقى أولها المحافظة على القاعدة الجماهيرية الكبيرة كسند حقيقي واحترام هذه القاعدة والتقرّب منها وحثها على الدعم والتشجيع يلي ذلك إدماج ما تبقى من شبان الجمعية شيئا فشيئا صلب الفريق الأول والعناية بهم وعدم تهميشهم واحتقارهم ثم أخيرا ترك المدرب جويرو يعمل والصبر عليه والثقة فيه ومساندته حتى الآخر.