تحدثت مصادر ديبلوماسية وأمنية في القاهرة عن استحالة عقد القمّة العربية المقبلة في بغداد في ظل الظروف الأمنية الراهنة رغم الاعلان عن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وأشارت الى أنها قد تعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية. ونقلت صحيفة «اليوم» السعودية أمس عن الخبير الأمني بالجامعة العربية سامح سيف اليزل قوله إنّ «الرؤساء العرب لن يرضوا بأن يكونوا في النهاية تحت مظلة الحماية العسكرية الأمريكية أثناء اجتماعهم في قمة عربية». واقع أمني صعب وأضاف سيف اليزل أنه «على الرغم من محاولات الوفد العراقي التأكيد على تحسّنها، إلاّ أنّ الشواهد والتقارير الأمنية تؤكد أن الواقع الأمني في العراق لا يزال غير مستقرّ بما يسمح بتأمين انعقاد القمّة العربية اضافة الى أن الوضع السياسي بحاجة الى مزيد من الدعم للاستقرار». وقد زار وفد أمني عراقي القاهرة قبل أسبوعين وسيقوم بزيارتها ثانية خلال الشهر المقبل. ونسبت الصحيفة السعودية الى المتحدث باسم الوفد العراقي قوله إنّ الوفد التقى السفير سامح سيف اليزل الأمين العام المساعد للجامعة العربية في اجتماع تمحور حول امكانية استضافة بغداد للقمة العربية المقرّرة في مارس المقبل. وأشارت المصادر الى أن مشاورات لم تحسم مشاركة قوات أمنية عربية في عملية تأمين القمّة اضافة الى الاستعانة بالقوات العراقية كما لن تكون هناك قوات أمريكية بشكل رسمي لتوفير حماية، لكن العراقيين عرضوا الاستعانة بشركات أمنية خاصة، لكن الأمر لم يُحسم أيضا والأرجح أن القمة ستستضيفها شرم الشيخ. من جانبه قال القيادي في تجمع المقاومة العراقية عبد اللّه الحافظ للصحيفة «سيكون من الصعب أن تستضيف بغداد القمّة التي لن يحضرها في حال اصرار العراق عليها رئيس عربي واحد». قنصلية مصرية وقد أنهى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط زيارة استغرقت يوما واحدا الى بغداد، حيث افتتح قنصلية مصرية في مدينة أربيل. واستبشر قادة العراق الجدد بالزيارة الأولى من نوعها لمسؤول عربي ودولي يصل الى بغداد منذ ولادة الحكومة الجديدة. وأثنى أبو الغيط على الحكومة التي شكلها نوري المالكي وأشاد بما أسماه «حكمة القادة العراقيين الذين استطاعو التوصل الى حكومة شراكة وطنية دون مشاكل»، حسب قوله. واقترح أبو الغيط إنشاء مكتب واسع للعمل المشترك بين الجانبين، مؤكدا استعداد مصر للوقوف الى جانب العراق في الساحتين العربية والدولية. كما أكد جاهزية كافة الشركات المصرية للاستثمار في جميع القطاعات وخاصة النفط والغاز.