سيدي بوزيد الشروق من مبعوثنا سفيان الأسود: لن تنسى مدينة سيدي بوزيد حادثة إحراق الشاب محمد البوعزيزي لنفسه أمام مقر الولاية. الكل تأسف والكل أعلن تعاطفه مع هذا الشاب الذي يقيم الآن في مستشفى الحروق البليغة في العاصمة. كثيرون في مدينة سيدي بوزيد كانوا شهود عيان على حادثة احراق الشاب محمد البوعزيزي لنفسه... الحادثة هزت المدينة في ذلك المساء. كان محمد البوعزيزي الذي زاره سيادة الرئيس في المستشفى يمارس عمله كبائع متجول بعربة مجرورة وفجأة حدث تحول كبير في حياته وفي حياة عائلته. «الشروق» تنفرد بكشف تفاصيل جديدة من واقعة احتراق الشاب «محمد البوعزيزي» كما يرويها خاله السيد صالح البوعزيزي العامل باحدى الصيدليات في مدينة سيدي بوزيد. السيد صالح البوعزيزي خال الشاب محمد البوعزيزي روى تفاصيل مثيرة عن الحادثة وعن حياة الشاب محمد البوعزيزي وعن سر المكالمة الهاتفية التي تمت مع خاله قبل اقدامه على حرق نفسه أمام مقر الولاية. يقول السيد صالح البوعزيزي لقد غادر ابن أختي محمد البوعزيزي الدراسة في سنة 2005 لظروف مادية صعبةوكان حينها يدرس في السنة السابعة من التعليم الثانوي والتحق بالعمل في الميدان الفلاحي في مدينة الرقاب في قطعة أرض أملكها أنا خاله باعتباري المساعد الرئيسي ماديا للعائلة. عمل محمد البوعزيزي في الميدان الفلاحي في الرقاب لمدة سنتين ثم اضطر الى مغادرة عمله بعد أن حدث خلاف بين خاله مالك قطعة الأرض وأحد البنوك فاضطرت كل العائلة الى العودة الى مدينة سيدي بوزيد لتبدأ رحلة جديدة مع التعب والفقر والخصاصة والحرمان. اضطر الشاب محمد البوعزيزي الى العمل كبائع خضر وغلال على عربة مجرورة في شوارع المدينة. واضطر الى التجوّل يوميا وطيلة ساعات طويلة مسترسلة لكسب قوته وقوت عائلته... فجأة تغير كل شيء، أعوان التراتيب البلدية طلبوا منه ايقاف بيع الخضر وحجزوا البعض من سلعته دخل في شجار مع الأعوان ثم اتجه نحو البلدية طالبا مقابلة أحد المسؤولين لكنه عجز عن ذلك فاتجه الى مقر الولاية لكنه عجز أيضا عن مقابلة أحد المسؤولين. في هذه اللحظات تولى محمد البوعزيزي الاتصال هاتفيا بخاله صالح البوعزيزي ليعلمه بأنه تعرض الى مضايقات والى اهانة بلغت الى حد تعنيفه (نقول هذا بكل احتراز). وقال محمد البوعزيزي لخاله السيد صالح البوعزيزي إنه عجز عن مقابلة أي مسؤول بالولاية أو بمقر البلدية. بعدها حدث ما حدث وتم اعلام صالح البوعزيزي أن ابن أخته محمد البوعزيزي قد أحرق نفسه أمام مقر الولاية. بعد تلك الحادثة تغير كل شيء في مدينة سيدي بوزيد ولتتتالى الاحداث وبأسى وحسرة يتدحث صالح البوعزيزي عن ابن أخته الشاب الذي أحرق نفسه أمام الولاية.