تجري الآن بأحد مخابر القطب التكنولوجي بسيدي ثابت تجربة فريدة من نوعها يتوقع الخبراء أن نتائجها ستكون «ثورية» في مجال التصرّف في مادة «الفوسفوجيبس» التي تنتج عن صناعة الفسفاط والحامض الفسفوري بجهتي صفاقسوقابس وتتسبب في مخاطر صحية وبيئية عديدة. ومعلوم أن مصانع المجمع الكيميائي التونسي لكل من قابسوصفاقس تواجه صعوبات عديدة في التخلّص من نفايات صناعة الفسفاط (الفسفوجيبس) لذلك يقع تكديسها على شكل جبال صغيرة، على غرار ما هو موجود مثلا قرب مصنع صفاقس (على طريق قابس) في انتظار تنفيذ الخطط الرسمية التي وضعتها الدولة في الآونة الأخيرة للتصرف في هذه النفايات (إقامة سدّ عازل لمصب النفايات، نقل مصنع سياب...). وقد توصّل مؤخرا فريق من الباحثين الشبان من طلبة المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس الى تطوير بحوث بمخبر الهندسة المدنية بالمدرسة أفضت الى استنتاج طريقة للتخلص من مادة الفوسفوجيبس وذلك باستغلاله في صناعة الآجر... وتمت مواصلة البحوث بالتعاون مع أحد مخابر القطب التكنولوجي بسيدي ثابت ثم صناعة كمية أولية من الآجر بواسطة الفوسفوجيبس. بناية للتأكد من سلامة الآجر المذكور، قام فريق البحث بتشييد بناية صغيرة (داخل قطب سيدي ثابت) بواسطته،وشيّد في الآن نفسه بناية مشابهة من حيث الحجم والشكل الى جانبه بالآجر العادي... وسيقع انتظار مرور مدّة زمنية معيّنة حتى يتسنى اجراء المقارنة الضرورية بين البنايتين على جميع المستويات ثم اعداد تقرير حول المشروع لتسليمه للجهات المعنية لتتخذ القرار المناسب. وقال أحد اعضاء فريق البحث إن صناعة الآجر بمادة الفسفوجيبس أقل تكلفة من صناعة الآجر العادي بما أنه لا يتطلب حرارة مرتفعةداخل الفرن ولا يتطلب أيضا وقتا طويلا داخل الفرن وهو ما سيكون له حتما تأثير على كلفة التصنيع (كلف الطاقة).