استبشر أهالي بنقردان هذه الأيام بقرار ومبادرة إعادة فتح المعبر الحدودي المشترك لرأس جدير بالشكل العادي وثمّن أهالي المدينة قرار العقيد معمر القذافي بمعاملة التونسيين القاصدين الجماهيرية للتجارة أو السياحة كأشقائهم الليبيين وعمّت مظاهر الفرحة أرجاء المدينة سواء في المعبر الحدودي المشترك أو في الفضاء التجاري لسوق ليبيا وحتى وسط المدينة حيث تنتعش مختلف القطاعات التجارية والخدماتية بانتعاش الخط التجاري والسياحي مع ليبيا الشقيقة، وأبرز أهالي بن قردان أهمية العناية الرئاسية بالمنطقة والتي تجسّدت بالخصوص في تحقيق الترابط المنشود والدائم مع الجهات الليبية وكذلك في قرار سيادته الأخير ببعث منطقة للتجارة الحرة على مستوى المدينة مع ما وقعت برمجته من مشاريع للبنية الأساسية وتحسين المرافق العمومية بالجهة مع الانتظارات الواسعة التي تهزّ أبناء ومسؤولي الجهة صوب أن تقرّ وزارة السياحة إلحاق بلدية بنقردان بقائمة البلديات السياحية وهو أمر من شأنه أن يعمّق فرص إحياء وتحقيق النهضة المطلوبة للتنمية في الجهة عبر إحداث حركية جديدة وتوفير مواطن شغل للباحثين عن العمل واستدامة واقع النشاط التجاري والاقتصادي والخدماتي في منطقة حدودية تعدّ هي المعبر نحو الشرق العربي. ومن خلال ما ارتسمت على أهالي هذه المنطقة من فرحة إلا أنها لم تكن بنفس الدرجة للبعض الآخر خاصة منهم الشبان أصحاب الشهائد العليا الذين يتطلعون الى فرص للانتداب أو الانتصاب للحساب الخاص وفق ما يتلاءم مع قدراتهم وما تحصّلوا عليه من معارف وتكوين جامعي وغيره، ويرى الشاب شكري وهو مجاز وعاطل عن العمل أنه يجب الاستثمار في إنشاء مؤسسات صناعية والاستفادة من الخصوصيات المناخية للمنطقة وأن فتح المعبر هو حلّ مهم وخاص بأصحاب رؤوس الأموال على وجه الخصوص ويوفر فرصا للشغل وإيجاد مواطن رزق ولكنها تبقى غير قارة وظرفية. ومن جهة أخرى حدثنا النقابي صلاح بن صالح عضو المكتب المحلي للاتحاد العام التونسي للشغل ببنقردان، أن هذه البادرة هامة جدا ليس فقط لأهالي بنقردان بل تشمل كافة المناطق الداخلية التي تشتكي من نقص الاستثمار وارتفاع نسبة البطالة فيها، ولكن أشار الى ضرورة تنشيط وتشجيع الاستثمار الداخلي بإنشاء مشاريع ومؤسسات صناعية توفر اليد العاملة لحاملي الشهائد العليا، ولا يمكن التعويل فقط على التجارة الموازية. مشاريع وفرص تنموية ورأى السيد الجيلاني أن رؤوس الأموال والمستثمرين الخواص بإمكانهم بعث العديد من المشاريع الصناعية في المنطقة والتعويل على إحداث شراكات واسعة مع الأشقاء الليبيين حيث تمتدّ الأواصر الاجتماعية على أوسع نطاق ومنذ حقب تاريخية قديمة بفضل علاقات المصاهرة والترابط العائلي والأسري. يُذكر أن بلدية بنقردان ستنظم قريبا يوما مفتوحا للاستثمار والتشغيل وذلك بهدف إبراز الخصوصيات المناخية والطبيعية للبلدة التي يمكن الاستثمار فيها صحراويا وساحليا ذلك أن بنقردان هي المنطقة الوحيدة في تونس التي يمكن أن تجمع بين السياحتين الساحلية والصحراوية وكذلك مزيد تنشيط القطاع الفلاحي حيث تشير العديد من المعطيات الى ما يتوفر في المنطقة من إمكانات واسعة جدا خاصة بالنسبة الى الصيد البحري وغراسة الزياتين والمنتوجات البيولوجية والأشجار المثمرة.