واصلت القوات الأمريكية المدعومة بالشرطة العراقية أمس زحفها في اتجاه ضريح الإمام علي (رضي اللّه عنه) حيث يتحصّن أنصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر وعزلته تماما بينما قصفت بالتوازي مع ذلك مواقع في المدينة بالصواريخ والمدفعية موقعة عددا من الضحايا في صفوف المدنيين.. وفي محاولة لكسر الحصار الخانق الذي تتعرض له المدينة منذ أسابيع دعا الصدر أمس من جهته أنصاره الى التوجه نحو النجف. واشتدت أمس محنة النجف وذلك بسبب الحصار والقصف الأمريكي العنيف الذي تعرضت له المدينة على امتداد الأيام الماضية. عزل... ضريح الامام علي وأعلنت مصادر متطابقة أن آليات عسكرية أمريكية ضخمة طوّقت صباح أمس مرقد الامام علي حيث يتحصن عناصر من جيش المهدي. وذكرت المصادر أن دبابات أمريكية اقتربت لمسافة 20 مترا من الصحن الحيدري في المدينة التي باتت تعيش على وقع حصار رهيب والذي طالب الصدر أمس أنصاره بالزحف نحو المدينة لكسره. وقالت مصادر أمريكية إن ميليشيا جيش المهدي أغلقوا أمس جميع أبواب الصحن الحيدري الأربعة وبقوا محاصرين بداخله. وأشارت المصادر الى أن القوات الأمريكية والعراقية التي ترابط على بعد أمتارمن مرقد الإمام علي وتحكم قبضتها على المنطقة المحيطة به منعت المواطنين من الدخول الى الضريح أو الخروج منه. وقال الجنرال الأمريكي مايكل تروكمورتان ان قواته تحاول من خلال هذه التحركات تهيئة ميدان المعركة وعزل الصدر وأنصاره في مكان واحد قبل شن هجمات عليهم. ونفى العسكري الأمريكي صحة ما تردّد حول أن مقاتلي الصدر قد انهاروا أمام «حمم» النيران الأمريكية وبدؤوا يلوذون بالفرار بأعداد كبيرة من المدينة مضيفا «لم أشاهد أدلة على ذلك.. الناس يفرّون من الدبابات لكنني لم أشاهدهم يغادرون المدينة». وقال جندي أمريكي رفض الافصاح عن إسمه من جانبه «إن أنصار الصدر ينتشرون في كل مكان ببنادقهم والقذائف الصاروخية في كل المباني».. وأضاف «إن عددهم بالمئات وسنضربهم بالدابات وندفعهم نحو المنطقة المحيطة بالمرقد». قصف... عنيف ووسط هذه التحركات والحصار الخانق المفروض على النجف واصل الطيران الحربي الأمريكي أمس تحليقه وقصفه للمدينة بينما تدوي نيران القناصة الأمريكيين في أرجاء الأزقة الضيقة بالقرب من ضريح الإمام علي. وذكرت مصادر صحفية ان طائرات أمريكية أطلقت صواريخ على مسافة بضعة أمتار من الضريح بينما شوهد الغبار والدخان يتصاعدان من أجواء المرقد. وقالت المصادر أن حواجز أقامها جيش المهدي عند مدخل المرقد أحرقت تماما فيما سقط عديد الشهداء والجرحى جرّاء هذا القصف الذي بدأ منذ الليلة قبل الماضية.. وقد سقط مساء أمس شهيدان اثر اطلاق النار من قبل الشرطة العراقية على مسيرة نحو النجف. وروى مقاتلون من جيش المهدي كانوا يقومون بنقل أحد زملائهم المصاب قائلين «في الليلة قبل الماضية تمت محاصرتنا كليا من قبل الأمريكان». وتابع أحدهم «لقد تركنا مجموعة من المقاتلين الذين لم يعد باستطاعتهم الحركة أصلا». وقالت مصادر طبية أن عشرة من عناصر جيش المهدي أدخلوا الى المستشفى وحالاتهم خطيرة وهناك آخرون مصابون موجودون في ساحة العمليات. وأوضحت المصادر أن لديهم سيارتي اسعاف أصيبت احداهما بإطلاق النار مؤكدين أنهم باتوا عاجزين عن التحرك في المدينة. وذكرت المصادر ذاتها أن هناك عشرات من المدنيين عالقين في بعض المنازل ولم يتمكنوا من التوجه الى الضريح للعلاج بسبب القناصة والدبابات الأمريكية المنتشرة في كل مكان حول الصحن الحيدري.