قصفت القوات الأمريكية امس بالطائرات مواقع في مدينة النجف التي شهدت أيضا معارك متجددة بين قوات «المارينز» وأنصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا العراقيين، واتهم أنصار الصدر من جهتهم القوات الأمريكية باستخدام قنابل عنقودية وقنابل «غاز» خلال هذا القصف وأكدوا في نفس الوقت تصميمهم على المواجهةوعدم مغادرة الصحن الحيدري. وقد شهدت مدينة النجف مساء أمس الاول اشتباكات متقطعة بين القوات الأمريكية وجيش المهدي فيما تحدثت مصادر في وزارة الصحةالعراقية عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من العراقيين خلال هذه المواجهات. غارات... أمريكة وذكرت مصادر متطابقة ان الطيران الحربي الأمريكي شن فجر امس غارات عنيفة على مواقع في المدينة. وقد شوهد دخان كثيف يتصاعد من بعض الأماكن بينما سمع دوي انفجارات ضخمة في وسط المدينة بالقرب من ضريح الامام علي (رضي الله عنه) حيث يتحصن أنصار الصدر. وتلى هذه الانفجارات انفجار اخر في نفس المكان بالمدينة، ولم ترد معلومات دقيقة عن عدد الضحايا الذين قتلوا في هذه العمليات لكن مصادر عراقية تحدثت عن استشهاد عراقي وجرح ثلاثة آخرين. واتهم انصار الصدر امس من جانبهم القوات الأمريكية باستخدام القنابل العنقودية وقنابل الغاز في هذا القصف العنيف الذي استهدف المدينة على امتداد الساعات الاولى من صباح يوم أمس. كما أكد المتحدث باسم الصدر الشيخ احمد الشيباني ان أحد الجدران الخارجية لمقبرة الامام علي (كرم الله وجهه) تضرر اثناء هذه الغارات. وقال الشيباني ان مروحية «أباتشي» أطلقت قذيفتين صاروخيتين على المقبرة مما ألحق بها أضرارا اضافة الى تضرر نزل مجاور لها. وقد لاحظت مصادر صحفية ايضا ان الصواريخ الأمريكية خلفت حفرة في أحد جدران المقبرة يبلغ قطرها نحو متر مربع و30 صنتيمترا.. لكن المتحدث باسم الجيش الامريكي نفى صحة هذه المعلومات زاعما انه لم يتم استهداف المقبرة خلال القصف مشيرا الى ان الغارات الأمريكية كانت تستهدف فقط مواقع يتحصن بها انصار الصدر. اشتباكات... وتعقيدات وبالتوازي مع ذلك اندلعت صباح امس اشتباكات عنيفة بين القوات الأمريكية وانصار الصدر الذين أكدوا تصميمهم على الاستمرار في المواجهة وعلى عدم مغادرة الحصن الحيدري حتى في حال تسليمهم مفاتيح ضريح الامام علي. كما حذّر مساعدو الصدر من ان هذه المواجهات التي تريد القوات الأمريكية تصعيدها ستزيد في تعقيد الاوضاع بالمدينة كما ستعقد ايضا عملية تسليم مفاتيح الضريح الى المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني. وقد أعلن المتحدث باسم الصدر الشيخ احمد الشيباني امس الاول ان المفاوضات حول تسليم المفاتيح الى السيستاني قد علقت مؤكدا ان كل ما يتعلق بهذه المسألة يبقى مرهونا بتطورات الوضع في المدينة. وعلى وقع هذا «الخلاف» حول تسليم مفاتيح ضريح الامام علي أرسل الصدر رسالة الى السيستاني طالبه فيها بإرسال «لجنة تجرد الممتلكات» الموجودة في الصحن الحيدري في خطوة تهدف الى اقتسام ممتلكات المرقد. من جانب اخر أعلن الوفد الممثل عما يسمى ب»المؤتمر الوطني العراقي» انه لايزال ينتظر «التزاما مكتوبا» من الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر حول نزع أسلحة ميلشياته وانسحابها من الصحن الحيدري. وقد ترددت في الاثناء انباء عن اختطاف مسلحين لثلاثة من كبار رجال الدين الشيعة في النجف.