بغداد النجف العمارة (وكالات): طوّقت حشود ضخمة من القوات الأمريكية والعراقية أمس النجف تأهبا على ما يبدو لاقتحام المدينة التي تعرضت إلى قصف أمريكي وحشي على امتداد الليلة قبل الماضية. واندلعت بالتوازي مع ذلك معارك هي الأعنف منذ أسابيع بين «المارينز» وجيش المهدي الذي تمكن من تدمير مدرعة بريطانية وآليتين عسكريتين بالعمارة. وقد استأنف الطيران الحربي الأمريكي الليلة قبل الماضية قصفه لعدّة مواقع في المدينة التي تشهد معارك متواصلة بين الأمريكان وأنصار الصدر منذ نحو ثلاثة أسابيع. قصف عنيف وشوهدت الحرائق تشتعل بالقرب من الحي القديم الذي يبعد بضعة أمتار عن الصحن الحيدري الذي يضم مرقد الامام علي (رضي اللّه عنه). وذكرت مصادر متطابقة أن المدينة تعرضت الليلة قبل الماضية إلى قصف أمريكي غير مسبوق فيما سمع دوي انفجارات ضخمة هزت عدة مواقع بالقرب من مرقد الامام علي. وحسب شهود عيان فإن أصوات ثمانية انفجارات سمعت على الأقل في المدينة في حين سمع أزيز طائرات من نوع «إيه سي 130» تحلق في سمائها. ورأى مراقبون ان استخدام هذا النوع من الطائرات يشير إلى أن أنواعا ضخمة من القنابل ذات التدمير الشديد تم اسقاطها على بعض المواقع بالمدينة. وأكدت مصادر صحفية أنه هذا القصف العنيف أوقع عددا كبيرا من الضحايا ولكن لم يتم تحديد عدد هذه الاصابات. حشود ضخمة وبعد ساعات من الهدوء الذي شهدته المدينة بعد هذه الغارات الأمريكية عاد الوضع إلى الانفجار مجددا حيث اندلعت معارك عنيفة بين أنصار الصدر في أزقة النجف. وذكرت مصادر صحفية ان الجيش الأمريكي أطلق النار بكثافة على عناصر من جيش المهدي الذين كانوا يتنقلون من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع مراوغين بذلك القوات الأمريكية. وقد أكد أنصار الصدر أنهم تمكنوا أمس من اعطاب مدرعة بريطانية وآليتين عسكريتين بالعمارة. وبالتوازي مع هذه الاشتباكات عززت القوات الأمريكية أمس انتشارها بالقرب من ضريح الامام علي وزجت بالشرطة العراقية في المعركة استعدادا على ما يبدو لاجتياح المدينة. وذكرت مصادر متطابقة أن الدبابات الأمريكية اقتربت فجر أمس إلى مواقع تبعد حوالي 200 متر عن ضريح الامام علي حيث يتحصن أنصار الصدر. وأفاد مراسلون صحفيون ان قوات من الحرس الوطني العراقي دخلت أمس للمرة الأولى في المعركة إلى جانب القوات الأمريكية في وسط المدينة. ورجحت المصادر أن تكون هذه التعزيزات والحشود الضخمة استعدادا لشن هجوم واسع على المدينة في وقت قريب. وهددت الحكومة العراقية المؤقتة أمس من جانبها بشن هجوم كاسح على المدينة وباقتحام ضريح الامام علي خلال «ساعات».