قالها وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان بصراحة.. الاتفاق السياسي الاسرائيلي الفلسطيني ممكن ولكن بعد عشر سنوات.. وأثار كلام ليبرمان غضب الفلسطينيين وقد يثير غضب الخبراء والصحفيين الذين سيجدون أنفسهم مجبرين على اعتماد اسطوانة مفاوضات السلام لعشر سنوات أخرى.. والاحتمال بحدّ ذاته يثير السخرية ويجعلنا نرددها بصراحة.. «يا سلام.. على السلام» وحتى إذا حذفنا «الياء»، فإن المعنى الجديد للعبارة يبدو مناسبا بما أننا نحصل على «السلام على السلام».. ولعل المعنيين يتكاملان بالياء أو دونها.. والسلام الذي لا يأتي بالسلام يجب أن يكون موضوع سخرية وتهكم ويجب صرف النظر عنه وتجاهله وتوديعه.. وفي نهاية مهلة السنوات العشر القادمة التي تحدث عنها ليبرمان قد يأتي وزير اسرائيلي آخر ويقول إنه بحاجة إلى عقد جديد خصوصا أن اسرائيل وأمريكا قالت منذ مفاوضات مدريد «في القرن الماضي» إن السلام قريب أو هو وشيك.. ولم يوضح ليبرمان كيفية تحقيق هذا السلام خلال عشرة أعوام، ولكن ايهود باراك ربطه على الفور بانهيار ايران خلال نفس الفترة. وخلال عشرة أعوام سوف يكون لدى العرب ولدى اليهود جيل عاش وتربى «مع» المفاوضات الفارغة.. وجيل كهذا سوف يكون أقرب الى الحرب منها.. إلى المفاوضات.