«التونسي ذواق بطبعه لكن يجب أن نساعده على تحسين مستواه والمطلوب أولا وأخيرا هو صقل العين لتصبح قادرة على تذوق الموضة، والتصاميم الجدية». هذا ما تطالب به المصممة المتألقة نرجس درويش وتضيف متحدثة من موقع تجربتها التي قادتها الى اكتشاف خصائص الموضة شرقا وغربا: «أرجو أن يساهم المصممون في الرفع من مستوى أعماله لأن ذلك يؤثر إيجابيا على عقلية التونسي الذي يتطور ذوقه تبعا لتطور التصاميم المعروضة في الساحة». وأكدت المصممة التي اكتسبت خبرتها من ثراء الحضارات، والثقافات التي احتكت بها من الخليج الى الهند مرورا بأوروبا ودول الشرق العربي أن التخصص لا يزال مفقودا في الموضة التونسية الحديثة، وتساءلت لماذا لا تتحول تونس الى عاصمة من عواصم الموضة العالمية. فقد تحسن أداء المصممين في لبنان مثلا بفضل التخصص في أصناف معينة من التصاميم والابتكارات، فالتخصص حسب نرجس درويش يساوي بالضرورة الإبداع. *جمعية مفقودة وسئلت نرجس عن رأيها في الموضة التونسية فأجابت بصراحتها المعهودة: «ثمة الرفيع والرديء وعلى كل مصمم أن يترك طابعه وبصمته على التصاميم التي يقوم بإعدادها». أما عن القطاع في حدّ ذاته فأشارت ضيفتنا الى مشكلة مزمنة يعاني منها المصممون الجدد والقدامى ألا وهي عدم وجود جمعية تقوم بتأطير، ورعاية المنتمين الى القطاع، ويرأسها أقدم المصممين، وأكثرهم خبرة. فكل مصمم متفرغ لعمله، ولا يفكر في كيفية تطوير الموضة التونسية. لذا تدعو نرجس درويش الى تكثيف التعاون بين المصممين، ونقل الخبرات إلى الأجيال الجديدة. *تجارب متعددة وعلى المستوى الشخصي أكدت نرجس أن تجاربها الأولى كانت في الخليج ولأنها تؤمن بالتخصص اختارت منذ البداية لباس السهرات، والأعراس، وعندما سافرت إلى أمريكا زادت فكرة التخصص رسوخا في ذهنها. وتعمل نرجس دائما على الظهور بالجديد في أعمالها من خلال المزج بين الأقمشة والألوان، والاستفادة من المعلومات والخبرات التي اطلعت عليها أثناء سفراتها المتعددة خاصة وأن عمل زوجها (قائد طائرة) ساعدها كثيرا على السفر الى عشرات البلدان. ومن أجل إثراء تجربتها تحرص محدثتنا على حضور أكبر الصالونات العالمية المتخصصة في الموضة من أوروبا إلى الشرق، وهي تجتهد حاليا لنشر هذه الخبرات والتجارب في التربة التونسية. أما لباسها الشخصي واليومي فتصممه بنفسها بما في ذلك فساتين السهرة، والملابس اليومية المعتادة. وختمنا اللقاء بسؤال عن سرّ رفضها للمشاركة في الخمسة الذهبية فأجابتنا بكل أريحية: «لا أشارك في هذه المسابقة لأنني أعتقد أن مستواي أرفع مما يعرض في مثل هذه المسابقات، كما أنني أرفض المقارنة مع أي كان».