عبرت العديد من الاحزاب السياسية الوطنية في بيانات اصدرتها عشية أمس الاثنين عن تثمينها لمضامين الكلمة التي توجه بها الرئيس زين العابدين بن علي الى الشعب التونسي مؤكدة رفضها لمظاهر العنف والشغب المسجلة خلال الايام الاخيرة في عدد من مناطق البلاد. وفي هذا الاطار سجل حزب الوحدة الشعبية ايجابية ما تضمنته كلمة رئيس الدولة من تمسك بالحوار وتاكيد على تطوير الاعلام واستحثاث نسق احداث مواطن الشغل مناديا بالاسراع بدعوة الملتقى الوطني للاحزاب السياسية الى الانعقاد وتوسيع تركيبته لتشمل كل الاحزاب السياسية. كما عبر عن الامل في ان ترتقي كل القوى السياسية الى ما تستدعيه المرحلة الحالية تجنبا للتصعيد المجاني ودعما لمناخ الثقة الضروري لكل حوار مؤكدا تجند اطارات الحزب ومناضليه للاضطلاع بدورهم في تاطير المواطنين والتعبير عن مشاغلهم وترجمة تطلعاتهم. وأكد ضرورة احترام القانون وحماية حقوق الانسان في كل الحالات لسحب «البساط من تحت كل الساعين الى الركوب على الاحداث لخدمة اهداف نشر الفوضى والاضطراب». داعيا المواطنين ومختلف القوى الوطنية الفاعلة في البلاد كل من موقعه للتعقل والتريث والحفاظ على المكتسبات وضرورة التصدي للعنف «مهما كان مأتاه». ومن ناحيته أعرب الحزب الاجتماعي التحرري عن «أسفه واستنكاره لما آلت اليه الاوضاع نتيجة دفع فئات ضالة ومتطرفة الى تغليب لغة الفوضى والعنف» مطالبا بفتح تحقيق رسمي بشأن دوامة العنف التي شهدتها سيدي بوزيد والقصرين والمناطق الاخرى ومتابعة المسؤولين عن هذه الاحداث الدامية. وثمن على صعيد اخر مضامين خطاب الرئيس زين العابدين بن علي سيما تلك المتصلة بضرورة دفع التنمية بالجهات وابتكار الاليات الضرورية للحد من البطالة واختصار آجال وضع البرامج الموجهة لتنمية الجهات الداخلية وتكثيف الخطط والاليات لامتصاص ظاهرة البطالة مبرزا نجاعة التوجهات الرئاسية المؤكدة على الحوار والتشاور بين كافة مكونات المجتمع المدني باعتبارها المنهج الاصوب لتصحيح مسار الحوار مع الشباب والنأي به عن التوظيف الحزبي الضيق. وأكد حزب الخضر للتقدم من جانبه أن كلمة رئيس الدولة أتت لتعيد الطمأنينة الى الشارع التونسي بفضل ما تضمنته من تحليل دقيق لمجريات الاحداث وتنبيه لمخاطرها على استدامة الامن والاستقرار في البلاد وتواصل مسيرة النماء والتقدم مبينا أن هذه الكلمة كرست مجددا انصات قيادة البلاد الى مشاغل وانتظارات التونسيين. وقال الحزب في بيانه ان كلمة الرئيس زين العابدين بن علي توقفت عند مشاغل التونسيين «بجرأة وشجاعة» مشددا من ناحية أخرى على ضرورة تفادي مظاهر الفوضى والاضطراب «لأنها لا تحقق شيئا على الاطلاق بل انها تفاقم الخسائر البشرية والمادية» التي لا يحتاجها الوطن اليوم وليس متعودا عليها في تاريخه اذ عرف الشعب التونسي بالتضامن والسلوك الحضاري والتعايش السلمي. وأكد الحزب انخراطه في الدعوة التي رفعها رئيس الدولة لكل مكونات المجتمع المدني والسياسي والمسؤولين الاداريين المحليين والجهويين وأعضاء مجلس النواب والمستشارين للاضطلاع بأدوارهم المركزية في الاصغاء لمشاغل الناس والانصات اليهم وتبليغ مشاغلهم للجهات المعنية والعمل الجاد على ايجاد ما يلائمها من حلول. كما تابع الاتحاد الديمقراطي الوحدوي باهتمام خطاب رئيس الدولة، مؤكدا في بيان له أنه جاء محملا بعديد الأبعاد أهمها البعد الاجتماعي. وفي الختام قال البيان إن خطاب الرئيس بن علي جاء في جوهره حماية للمواطن واحاطة بمشاغله مهما كان وأينما كان وضمانة لتشغيل الشباب وخاصة خريجي الجامعات وحرصا من سيادته على حماية الوطن والمواطن وصيانة كرامته.