شهدت مدينة السبيخة صبيحة أول أمس مسيرة حاشدة خرجت أثناءها جموع غفيرة من تلاميذ المعاهد الثانوية والمدارس الاعدادية، فجابت الشوارع والأنهج، وكان البعض من المشاركين يردّدون شعارات مطلبية تدعو الى تحسين البنية الأساسية وتشغيل العاطلين كما كانوا ينادون بحياة تونس وعزّتها. ولئن خشي البعض من طغيان الفوضى وتهور بعض المشاركين واستغلال هذه الفرصة للتكسير والتخريب والنهب والاضرار بالمنشآت العمومية والمحال التجارية، فإن شيئا من ذلك لم يحدث، وهو ما كان له الأثر الطيب في النفوس. لقد طاف المشاركون الذين ملأوا الطرقات عبر كل الشوارع والأنهج ومرّوا أمام مراكز الأمن ومقرّات البلدية والمعتمدية ومركز البريد والقباضة المالية والمستشفى المحلي والمؤسسات التربوية، دون إلقاء حجر واحد، بل يمكن الجزم أننا لم نسجل خدشا واحدا على جدار أو رمي حصاة حتى السلع المعروضة للبيع على الرصيف لم تتلف منها أي شيء. كانت المسيرة سلمية هادئة بكل المقاييس، فأكدت شعور هؤلاء بمسؤولياتهم ووعيهم بقيمة المنشآت العمومية ومكاسب الشعب وضرورة المحافظة عليها، مؤمنين أن الطريق الأفضل والأجدى لتقديم المقترحات والتعبير عن المشاغل هو الحوار. ولما تجمعوا أمام مقر اتحاد الشغل تحدث إلينا بعض المتابعين فعبروا لنا عن اعتزازهم بهؤلاء الشبان المتحمسين بلا تهور، هؤلاء الشبان المنضبطين والمتحلين بالسلوك الحضاري، رغم أن السبيخة تعاني من نقائص كثيرة خصوصا في مستوى تعهد الطرقات بالاصلاح (سيدي مسعود والبلاطة والشڤافية) أو في مستوى المنطقة البلدية (حي النور الذي لم ينجز فيه تعبيد أو ترصيف منذ الاستقلال الى اليوم) غياب التطهير مما جعل مدينة السبيخة تتخلف عن معتمديات كثيرة بالولاية رغم أهميتها وموقعها الاستراتيجي بين الساحل وزغوان وسليانة ولا تبعد عن تونس سوى 117 كلم. وأكدوا لنا أنهم يأملون في التفاتة من المسؤولين وطنيا وجهويا حتى تتدارك هذه المعتمدية العريقة عديد النقائص.