من يتوغل في ثنايا وضع النادي الإفريقي ويغوص في واقعه لا شك أنه سيلاحظ الحالة التي أدركها والتي أصبحت لا تليق به بالمرة على مختلف الواجهات سواء كانت تاريخية أو كروية وخاصة خلال هذا الموسم الجديد الذي طوى أكثر من نصف صفحاته فيه ولم يجن غير (19) نقطة أي بمعدّل (1.35) في المباراة الواحدة مقابل هروب صاحب الصدارة عليه ب(13) نقطة كاملة. كما أنه ومن جهة أخرى ظل وطيلة فترات هذا الموسم يتخبط في مشاكل عويصة عسّرت مهمة الاقلاع أو ردّ الاعتبار لحجمه حيث بدأ استعداده بنوع من التأخير على الأندية الأخرى قبل الإعلان عن اسم جمال العتروس كرئيس له ومحمد علي القليبي كنائب له وذلك لمدة لم تتجاوز (24) ساعة فقط وبعدها تم العدول عن ذلك وإعلان اسم الشريف باللامين لقيادة وإدارة شؤون الجمعية ومنير البلطي كمساعد له لتبرز الاحتجاجات من قبل أغلبية الأنصار عامة وبعض المحامين «الأفارقة» خاصة الذين لم يترددوا في تقديم شكوى ضد عدم شرعية الجلسة العامة فضلا عن إعفاء المدرب الفرنسي «براتشي» من مهامه وخلافته من قبل مراد محجوب ثم قيس اليعقوبي وذلك في مرحلة الذهاب فقط مرورا بالانسحاب من تصفيات الكأس وتداعياته والمطالبة بالخضوع إلى الأمر الواقع والإسراع بعقد جلسة عامة خارقة للعادة قبل إعلان الشريف باللامين استقالته وبداية التفكير في خليفته وذلك في ظروف غامضة ومتوترة نسبيا مما استوجب تدخل سلطة الإشراف والتقاء وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية الدكتور عبد الحميد سلامة ببعض كبار و«حكماء» النادي ومهاتفة البعض الآخر للإسراع بالبحث عن سبل الانفراج في هذا الفريق العريق الذي له حجمه وله مساهماته على مر السنين في تعزيز صفوف المنتخب الوطني ونجاحاته... كل هذا وغيره تحدثت عنه «الشروق» مع بعض اللاعبين القدامى لفريق باب الجديد فكانت الآراء كالآتي : لطفي المحايصي : للإفريقي قاعدته الشعبية... ولكن كنا ومنذ فترة ننادي بالالتحام والتكامل والانسجام بين أفراد العائلة الواحدة منبهين إلى ما يمكن انتظاره من تراجع لفريق كبير في حجم النادي الإفريقي الذي يعرف الجميع أن قاعدته الشعبية كبيرة وفي مختلف مناطق وجهات البلاد وحتى خارجها غير أن بعضهم اعتقدوا امتلاكهم للحقيقة ولم ينتبهوا لذلك ولم يعيروا أي اهتمام قبل حصول الأزمة وتعمقها بمثل هذا الشكل ولذلك أعتقد أن فرصة الجلسة العامة مواتية لإصلاح ما يمكن إصلاحه والإعداد للموسم المقبل وذلك على ثوابت علمية ترتقي بمستوى الجمعية وترد إليها الاعتبار بعيدا عن الارتجال.. كما لابد من حسن اختيار الرجال لتحقيق الآمال دون انزلاقات ولا مجاملات ولا إقصاءات أيضا. حبيب القاسمي : البناء السليم... مثلما أشرنا إلى ذلك في أكثر من مناسبة فإن الجلسة العامة الخارقة للعادة كان من المفروض أن تنعقد منذ أسابيع إن لم نقل أشهر ولكن وقد تم اتخاذ القرار في هذا الأسبوع فإن الضرورة تستوجب وقفة حازمة من كل من له صلة بالنادي الإفريقي سواء كانوا «كبارا» أو «صغارا» أو في أي حجم آخر وذلك من أجل إنقاذ النادي الذي تبعثرت أوراقه وكان بالامكان أن تتبعثر أكثر لو لم تتراجع النتائج التي نعرف أنها أحيانا تغالط وبالتالي فإن الفرصة مواتية للبناء السليم وذلك على كل الواجهات والمستويات حتى يعود النادي الإفريقي إلى الموقع الطبيعي الذي يليق به ويعيد إليه الاعتبار الحقيقي... منصف الخويني : مصلحة الإفريقي فوق كل اعتبار بشكل أو بآخر فإن النادي الإفريقي يبقى كبيرا وله اشعاعه وحجمه وصيته مهما تراجع ومهما عرف بعض الإشكالات ولذلك فإن الجلسة العامة الخارقة للعادة المنتظر عقدها قريبا قد تعيده إلى السكة الصحيحة ليعود بعدها للدفاع عن حظوظه بما يتماشى وعراقته وحجم قاعدته الشعبية خاصة أن ثقتي كبيرة في رجالات النادي الإفريقي الذين مهما اختلفوا فإنهم يضعون مصلحة الجمعية فوق كل اعتبار.. كما أن الإفريقي مطالب بالتأكيد على أنه عاقد العزم على إنجاح ما تبقى من الموسم لضمان مرتبة تؤهله للمشاركة القارية والإعداد للموسم المقبل وذلك من الآن حتى لا يخسر الجيل الجديد من الشبان الذين نعرف أنهم يتعلقون بالنتائج ويفتخرون بذلك في مختلف الأوساط الطفولية والتلمذية وغيرها باعتبار أن الإفريقي كبير في الحاضر ويبقى كذلك أيضا في المستقبل. الهادي البياري : لا لتصفية الحسابات... باختصار شديد فإن النادي الإفريقي عبثت به بعض الأطراف لتصفية حساباتها مع البعض الآخر وهذا ما جعله يدرك المستوى الذي وصل إليه ولذلك أشير إلى أنه وبالإعلان عن الجلسة العامة يمكن التأكيد على حسن الاختيار للأشخاص الذين يديرون شؤون الجمعية حتى يكون الرجل المناسب في المكان المناسب خاصة أن الإفريقي ليس ككل الأندية الأخرى باعتبار أن له حجمه وتاريخه وصيته كما له شعبيته وجماهريته وعليه الرجوع إلى ما كان عليه وذلك في كنف الانسجام والتكامل خاصة أن الجميع يعرف أن للإفريقي «رجالاته» وذلك على كل الواجهات.. عبد الحميد فرح : واقع مؤلم... والانفراج قريب يؤلمني ما وصل إليه النادي الإفريقي غير أنني في المقابل أعتقد أن الانفراج قريب باعتبار أن فريق باب الجديد وكلما تضافرت جهود أبنائه يصبح قادرا على تذليل صعوباته وتحقيق ما يليق به وهو ما يسعد أنصاره المنتشرين في كل شبر من البلاد وأعتقد أيضا أن الفرصة مواتية لذلك لتعزيز الصفوف خلال ما تبقى من الأيام لذلك وتنقية المناخ وشد أزر الفريق بشكل كبير ومتكامل بين مختلف أطرافه خاصة أن النادي الإفريقي كبير... وسيظل كذلك مهما تراجعت ظروفه طالما أن وراءه رجالا وأحباء عاشوا متيمين بحبه وعشقه.. وإن شاء الله ستنفرج وسيعود الإفريقي إلى حجمه..