أعلن وزراء فريق المعارضة في لبنان أمس الاستقالة من الحكومة مطالبين بتشكيل حكومة جديدة بعد فشل المبادرة السورية السعودية الهادفة الى احتواء التوتر الناتج عن الخلاف حول المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. فيما توقع مراقبون انهيارا وشيكا للحكومة وأجمعوا على التشاؤم حيال الوضع في البلد وتحدثوا عن «أزمة مفتوحة». وقال الوزير جيران باسيل، الذي ينتمي الى «التيار الوطني الحرّ» في مؤتمر صحفي جمع أقطاب المعارضة إن 11 وزيرا قدّموا استقالتهم معربا عن أمله في أن يعمل الرئيس ميشال سليمان على معالجة الوضع. مشاورات وحسب الترتيبات الدستورية يتعين على سليمان بدء مشاورات نيابية لتشكيل حكومة جديدة، فيما تردّدت أنباء عن ترشيح فريق المعارضة رئيس الوزراء الأسبق عمر كرامي لرئاسة الحكومة المقبلة. وتتألف الحكومة من ثلاثين وزيرا، وتعتبر مستقيلة في حال استقالة الثلث زائد واحد، أي 11 وزيرا. وكانت قوى 8 آذار أعلنت أمس الأول أن المبادرة السعودية السورية انتهت دون نتيجة، وطالبت رئيس الحكومة بالدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء من أجل «اتخاذ الموقف المطلوب من المحكمة والقرار الظني وما يتسبب فيه من انقسامات واشكالات في الوطن». وحملت الصحف اللبنانية القريبة من قوى «8 آذار» وأبرز أركانها «حزب اللّه» الولاياتالمتحدة مسؤولية فشل المسعى السوري السعودي بينما حملت القوى القريبة من قوى 14 آذار دمشق مسؤولية وصول المبادرة الى طريق مسدود. وعنونت صحيفة «الديار» خبرها الرئيسي بخط عريض بكلمة واحدة «انفجرت». ورأت صحيفة «الأنوار» في افتتاحيتها أن لبنان دخل في مسار «الأزمة المفتوحة» معتبرة أن «نعي التسوية» يترافق مع وضع مقلق. وكتبت «السفير» القريبة من قوى المعارضة في مهب العاصفة الأمريكية: «الحكومة ضحية أولى». وأكدت الصحيفة أن «واشنطن تمكنت في ربع الساعة الأخير من اجهاض ولادة التسوية». تعهّدات والتزامات وتحت عنوان «بداية المجهول» اعتبرت صحيفة «الأخبار» القريبة من «حزب اللّه» أن «الاجهاض الأمريكي للتسوية ليس مفاجئا». في المقابل رأت صحيفة «النهار» القريبة من قوى 14 آذار بقيادة سعد الحريري أن «المعارضة تحركت بموجب جرس انذار سوري». واعتبرت صحيفة «المستقبل» التابعة للحريري أنّ من لم يلتزم تنفيذ تعهداته والتزاماته هو من أفشل مساعي الحلّ وليس الرئيس الحريري. وانتقدت الصحيفة فريق المعارضة بالقول: «هذه هي حقيقة نوايا فريق 8 آذار: تسوية على مقاس تمنياتهم بالغلبة أو لعب على حافة الهاوية حتى لو أدى ذلك الى الانزلاق نحو التصعيد والتوتر. حسب قولها.