وفق القوانين الرياضية السائدة في تونس فإن الميركاتو الشتوي سيغلق أبوابه غدا عند منتصف الليل ليسدل الستار على مسلسل تنقلات اللاعبين، غير أن هناك إمكانية لتمديد هذه الفترة بالنظر الى الوضع العام الذي أثّر على تحركات وكلاء اللاعبين وعملية تحويل الأموال بين الفرق. بقية الفرق: على قدر كسائي أمد رجلي «الشروق» حاولت القيام بعملية جرد لأهمية الانتدابات التي قامت بها الفرق التونسية الى حدّ الآن بصفة رسمية في انتظار ما سيحصل في اللحظات الأخيرة لأن الساعات الأخيرة تشهد تحركات غير عادية في كنف السرية لإبرام آخر الصفقات في صراع مع الفرق الأخرى وضد الوقت. قراءة في قراءة الجدول المرافق نستنتج أن الأندية قد ركزت على انتداب المهاجمين (13 مهاجما)، ثم لاعبي وسط الميدان (10) ثم المدافعين (5)والتركيز على المهاجمين له ما يبرّره وهو أن كرة القدم التونسية تفتقد للمهاجمين وهو ما يجعل الأندية دائمة البحث عن العصفور النادر لمعالجة مشكل العقم الهجومي، ذلك أن أكثر فريق سجل 24 هدفا من 13 مباراة وهي نسبة قليلة. أغلى الصفقات سجلها الترجي الذي انتدب درامان تراوري بأكثر من مليار الى جانب ما سيدفعه رئيس النادي لتمويل انتداب خالد المولهي وبقية اللاعبين الآخرين لأن المدرّب يبدو في حالة «هيستيريا» بعد خسارة رابطة أبطال إفريقيا وبعد خماسية النجم الثقيلة، أما الافريقي فستكلّفه انتداباته الأربعة ما يزيد عن المليار رغم أن صفقة إيزيكال، التي هي الأغلى لهذا الفريق تكفّلت بها شركة خاصة، لكن أجور ومنح بقية اللاعبين ستكون مرتفعة على مدى سنوات العقود. النجم الساحلي اكتفى بانتداب مدافع فقط وهذا الأمر جاد نتيجة اقتناع بقدرة المجموعة الحالية على النجاح في تحقيق الأهداف وكذلك أمام أزمة مالية منتظرة نتيجة الصفقات الباهظة في بداية الموسم. النادي الصفاقسي أحسّ بالخطر نتيجة هشاشة الفريق ونتائجه الهزيلة، فنزل بكل ثقله في سوق الانتدابات، ليكن كالعادة كانت موجهة ومدروسة وفق سياسة تقشف معهودة رغم ارتفاع قيمة انتداب ماهر الحداد بمبلغ وصل الى 400 ألف دينار. انتدابات الأولمبي الباجي كانت كثيرة كذلك بالنظر الى وضعيته الحالية في أسفل الترتيب، لكن غاب مقياس النوعية بالنظر الى قلة الموارد المالية وفقدان اللاعبين الممتازين فنيا على الساحة. بقية الفرق رفعت شعار: «على قدر كسائي أمدّ رجلي..» لذلك لم تنتدب عددا كبيرا من اللاعبين أو كذلك لاعبين ممتازين فنيا وذلك نظرا للوضعية المالية لهذه الفرق. شبيبة القيروان وأمل حمام سوسة لم يقوما بأي انتداب، أما الملعب التونسي والنادي البنزرتي ونادي حمام الأنف والترجي الجرجيسي اكتفت الى حد كتابة هذه الأسطر بلاعب وحيد وبقية الفرق لم تتجاوز انتداباتها في أقصى الحالات ثلاثة لاعبين.. فإلى جانب غياب الامكانيات المالية الكبرى لهذه الفرق من أجل المنافسة فإن سياسة التعويل على الشبان من أبناء النادي تبقى إحدى العوامل المحددة لهذه العملية. ملاحظة أخرى يجب أن نسوقها هنا، هو أن أغلب الانتدابات ركّزت على اللاعبين المحليين أو حتى التونسيين الناشطين في بطولات أخرى أجنبية وهذا دليل على ضيق أفق السوق أمام الفرق التونسية بالنظر الى تغيير قواعد اللعبة في العالم التي أرغمت فرقنا على الالتجاء الى هذه السياسة. ملاحظة أخرى يجب أن نسوقها هنا، هو أن أغلب الانتدابات ركزت على اللاعبين المحليين أو حتى التونسيين الناشطين في بطولات أخرى أجنبية وهذا دليل على ضيق أفق السوق أمام الفرق التونسية بالنظر الى تغيير قواعد اللعبة في العالم التي أرغمت فرقنا على الالتجاء لهذه السياسة.