لأن ثورة الياسمين شفيفة كزهره , لأن هذه الثورة ناصعة كبياضه , لأن هذه الثورة لم تستأذن أحدا , و لم تطرق أبواب مكاتبكم الوثيرة , و غرفكم المكيفة , و طمأنينتكم القبيحة , و قواميس تزلفكم التي لا يغسل قذارتها ماء الوجه و لا بلاغة خطاباتكم الكاذبة , و لا إعلان التوبة النصوح , و لأنهم مغرمون بالتسلق و التعلق , و تلويث الهواء النقي بأكاذيبهم و نفاقهم و تزلفهم ... نقول لكم : باسم الشعب , و باسم الشهداء ارفعوا أياديكم عن ثورة الياسمين , فهي ليست ملككم . فإنكم لم تصنعوها , و لن تصنعوها , و إنكم لم تفقهوها و لن تفقهوها , و إنكم لم تصدقوها و لن تصدقوها لأنها معجزة . و نقول لكم و المعجزة ماثلة بينكم تنحوا قليلا , قليلا لكي لا تحجبوا شمس الرّبيع , ثم تنحوا قليلا , قليلا من مرابض الطير في الشارع الرئيسي مكتظا بملائكة الياسمين و السّلالات العريقة في الجموح , ثمّ تنحوا قليلا قليلا , و اقتصدوا في ريقكم و أنتم تتحدثون في المصادح عن الندم و قول الحقيقة في التعبير , و اقتصدوا من الوقاحة ما استطعتم حتى لا تنقلب الوقاحة إلى قيمة نادرة ...