بما أن حاشية النظام السابق أرادت أن تجعل لنفسها «امبراطورية» مترامية الأطراف تجاريا واقتصاديا فقد كان من الطبيعي أن تمتد أيادي أفرادها ممثلة في شخص بلحسن الطرابلسي إلى كرة القدم ليخدم شبكة مصالحه العنكبوتية تماما كما فعل بارلسكوني صلب ميلان الإيطالي وذلك من خلال التضييق قدر الإمكان على الوجه الرياضي جمال العتروس وإبعاده عن حديقة النادي الإفريقي بالرغم من التأييد الكبير الذي وجده العتروس من رجالات النادي ومن جماهيره الغفيرة حتى أنه أصبح مطلبا شعبيا في عائلة الأحمر والأبيض ولكن بلحسن الطرابلسي تصلب في موقفه من باب حماية مصالحه وبالتحديد أعماله في ميدان السيارات وهو الميدان الذي تشتغل صلبه عائلة العتروس منذ عام 1967. تفاصيل هذه الحكاية بدأت عندما بعث السيد الطاهر العتروس (والد جمال العتروس) مصنعا للسيارات وأداره بنجاح واضح وذلك عام 1982 بالقيروان وقد خصص جزءا من هذا المصنع لنوعين معينين من السيارات وهما: «الفورد» و«الإيسوزو» ولكن وبمجرد أن تمكنت عائلة الطرابلسي من فرض نفسها في هذا السوق مستندة في ذلك على جانب وافر من النفوذ السياسي بحكم علاقة المصاهرة القائمة بينها وبين الرئيس المخلوع فقد عمد بلحسن إلى عرقلة جمال العتروس وكان من الطبيعي أن يقف حاجزا منيعا أمام وصوله لدفة التسيير على رأس فريق «باب الجديد» لأنه لو فعل ذلك فإنه سيكون قد منحه تأشيرة بسط نفوذه التجاري والكروي... وهو ما جعل جماهير الإفريقي تستسلم للأمر الواقع ولكن وفي الوقت الذي ظنت فيه هذه الجماهير أن رئاسة العتروس للأحمر والأبيض ستكون بعيدة إن لم تكن مستحيلة فإن الهبة الشعبية العارمة وفيها طبعا جماهير فريق باب الجديد صيّرت الحلم البعيد إلى الوجود عندما أطاحت بالنظام ومعه عائلة الطرابلسي وهو ما سيجعل جمال العتروس يعلن ترشحه لرئاسة فريقه وقد يكون الرئيس القادم للأحمر والأبيض إذا أرادت له جماهير النادي ذلك. عقبة جديدة اسمها فريد عباس يبدو أنه قُدر على جمال العتروس أن يعترض في كل مناسبة بعقبة من العقبات التي تمنعه من أن يكون على رأس النادي الإفريقي فلئن تخلص من الطوق الذي فرضه عليه بلحسن الطرابلسي فإنه سيواجه حاجزا جديدا اسمه فريد عباس الرئيس السابق للإفريقي خلال مواسم (19891990) و(19901991) و(20002001) وذلك حسب ما أفادتنا به مصادر مطلعة صلب النادي الإفريقي ولكن ليس مهما الآن أن يكون الصراع والنزاع بين أبناء النادي الواحد طالما أنه تمّ التخلص إلى الأبد من رؤوس الأفاعي ولم يحتفظ النادي إلا بأبنائه المخلصين.