خطاب حرّ الى شعب حرّ السيد محمد البوعزيزي شبابنا الذي لولاه أيها الشعب الحر الآن وقد تحررنا من الاحتلال المستقل وصرنا كما نريد نحن :بشرا بالتمام والكمال واجبنا الحياة الجديرة بالحياة. الآن وقد ربحنا بمطلب الخبز سماء كاملة من الحرية وجلست الى مائدتنا الطيور والنجوم وهلل لنا أحرار العالم حتى خفنا أن يسقطوا شهداء الى جنب شهدائنا الآن وقد هرب الدكتاتور مثبتا، مرة أخرى، أن كل دكتاتور هارب، لا محالة، الى قبر خارج بلاده...هرب وترك لنا هدايا ملغومة تتمثل في عصابات وفي حزب ومليشيات وفي مثقفين وفنانين وجامعيين وإداريين مأجورين لكل العهود يتعين علينا قطع الطرق أمامهم حتى يكملوا بقية حياتهم كالمسامير لا يقدرون على الحركة إلا حين تدق رؤوسهم بالمطارق، نظرا للمجازر والجرائم التي ارتكبوها في حق شعبنا سواء ماديا أو أدبيا أو بصمتهم عنها وعدم التشهير بها. الان وقد أثبت جيشنا الوطني الشعبي أنه لا يتعامل معنا كغزاة بل كإخوة في الرضاعة من حليب هذا الوطن الذي لم يكن وطننا إلا حين افتككناه يوم 14 جانفي بدمائنا وقصائدنا من أيدي لصوصه وجلاديه الآن وقد أمسكنا برئيس العصابة الجاهل السارق يتعين علينا أن نمسك ببقية أفراد العصابة ممثلين في قيادات التجمع الدستوري الذي أثبتت الوقائع أنه غير وطني وغير ديمقراطي. بدون هذا الشرط الذي لابد منه تكون دماؤنا وثورتنا مقدمة لإعادة انتاج سياسات الرجل الواحد والمرأة الواحدة والحزب الواحد رابطوا في الشوارع نصبوا الخيام إذا لزم الأمر أحرار العالم ينتظرون منكم الكثير وإذا خذلنا أنفسنا نكون قد خذلناهم جميعا تحيا الثورة يحيا الشعب التونسي وهو يفتك كرامته وحريته وشكل دولته