انطلقت أمس القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية في منتجع شرم الشيخ المصري بحضور قادة ورؤساء ومسؤولين من الدول العربية. ويتضمن جدول أعمالها عددا من القضايا بينها احداث تونس واثارها على البلدان العربية والاحداث الاخيرة في العديد من الدول العربية. وستبحث القمة ايضا تكثيف العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الاقتصادية في المنطقة. وافتتحت القمة بدعوة من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الى الوفاق الوطني في تونس، وقال الشيخ الصباح الذي ترأست بلاده القمة العربية الإقتصادية الأولى في الجلسة الافتتاحية ان «الكويت تابعت باهتمام بالغ الأوضاع في تونس»، مؤكدا أن بلاده «تحترم خيارات الشعب التونسي الشقيق». وأضاف ان الكويت «تتطلع الى تكاتف جهود الأشقاء» في تونس «لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة والوصول الى توافق وطني» يحقق الأمن والاستقرار، وأدان أمير الكويت «العملية الاجرامية التي تمثلت بالاعتداء على احدى الكنائس في الاسكندرية مستهدفة تماسك النسيج الاجتماعي في مصر» في إشارة الى الاعتداء ليلة رأس السنة على كنيسة القديسين الذي أوقع 20 قتيلا بين المصريين الأقباط، وكان وزراء الخارجية العرب قد عقدوا أول أمس اجتماعا تحضيريا قبيل القمة، حيث دعا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الحكومات العربية الى استيعاب الدرس التونسي بعدما اطاحت الاحتجاجات بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. وبينما بدأ التأثير التونسي ينعكس على فعاليات القمة في ظل محاولات عربية للتعامل والتكيف مع الوضع الجديد، عادت قضية لبنان لتلقي بظلالها على العمل العربي المشترك حيث تفجرت بسببها خلافات عربية في الاجتماع الوزاري العربي التحضيري للقمة، فيما شهدت القمة غضبا فلسطينيا بسبب ترحيل المشروع المقدم من السلطة بشأن دعم القدس إلى القمة العربية العادية في بغداد التي تعقد في مارس القادم. وأعرب مسؤول فلسطيني عن عدم رضاء الوفد الفلسطيني عن قرار وزراء الخارجية العرب ترحيل المشروع المقدم من السلطة بتوفير دعم بقيمة 430 مليون دولار إلى قمة بغداد، محذرا من ان الوقت عنصر هام جدا في قضية القدس في ظل الجهود الإسرائيلية المحمومة، بينما بقي على هذه القمة شهران. وقال المصدر إن وزير الخارجية الفلسطيني أبدى استغرابا خلال اجتماع وزراء الخارجية من أنه تم سداد 7% فقط من الأموال التي خصصتها قمة سرت للقدس وهي 350 مليون دولار تضاف إلى المبلغ القديم وهو 150 مليون دولار. وقال مصدر ديبلوماسي عربي أن خلافا نشب في الاجتماع التشاوري الذي عقد الليلة قبل الماضية بين وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وفيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري وممثل دمشق في الاجتماع حول الأزمة اللبنانية إذ اقترح الجانب المصري تشكيل لجنة عربية لمتابعة الوضع في لبنان. غير أن الجانب السوري رفض وأكد أن أي موقف عربي يجب أن يتخذ لدعم جهود سوريا والسعودية، وعندها أبدى الجانب المصري مخاوفه من كيفية السماح للقوى الإقليمية والدولية بالتدخل والعمل على معالجة الأزمة مثل تركيا وفرنسا وغيرها دون أن يكون هناك موقف عربي ، وفي النهاية ترك الأمر للقادة العرب لتحديده.