في سياق مع ما تعرفه النخب النقابية والسياسية والحقوقية من تفاعلات، مع ثورة الحرية والكرامة، صرح السيد عبد المجيد الصحراوي المناضل النقابي والأمين العام المساعد للاتحاد النقابي لعمّال المغرب العربي بأن شعبنا العظيم أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه تحمل الديكتاتورية طيلة خمسين عاما ولكنه لم يقبلها بتاتا. الصحراوي الذي عرف بخلافه الحاد مع الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل مما كلفه الطرد من المكتب التنفيذي الوطني والملاحقة القضائية لمواقفه المعادية لنظام بن علي وسياسته الاجتماعية والفساد المنتشر آنذاك عبر عن استنكاره للمواقف التي تستغرب اهتمام الاتحاد بالشأن العام ومشاركة المناضلين النقابيين في تأطير ثورة الشعب التونسي والدفاع عن مكاسبها، وذكر في هذا السياق بالأدوار الحاسمة التي لعبها النقابيون في كل المحطات سواء في النضال الوطني أو في بناء الدولة الحديثة مثمنا تضحيات مناضلات ومناضلي الاتحاد دفاعا عن استقلالية المنظمة عن الحزب الحاكم وتجذيرا للتوجه العمالي داخلها لاسيما إبان الإضراب العام سنة 1978 وأزمة 1985 بين الحكومة والاتحاد. لقد واجه اتحادنا سلسلة من المحن والمصاعب وتحمل مناضلوه السجون وشتى ألوان التعذيب والملاحقة وخرج منها منتصرا، فلا غرابة إذن بحسب السيد عبد المجيد الصحراوي أن يكون النقابيون في طليعة القوى المتمسكة بتحقيق أهداف ثورة شعبنا المتمثلة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، كما نبه الى خطورة المزايدة على وطنية وإخلاص بنات وأبناء الاتحاد العام التونسي للشغل مؤكدا ثقته التامة في أن النقابيين مهما كانت اختلافاتهم مجمعون على أن مصلحة تونس وشعبها ومكاسب ثورتها وعودة الاستقرار الى ربوعها فوق كل اعتبار وشجب بشدة المداهمات التي استهدفت بعض مقرات الاتحاد ودعا النقابيين الى الذود عن حرمته واستقلاليته. ولم يفت السيد عبد المجيد الصحراوي أن يحيي العاطلين عن العمل وشباب تونس وطلبتها وعمالها مكبرا وقفتهم التاريخية الى جانب بقية القوى الحية من محامين وقضاة ومبدعين وفنانين وإعلاميين الى غير ذلك من فئات شعبنا الأبي التي توجت تضحيات شعبنا طال خلاها القمع كل فئات الشعب وعائلاته الفكرية والسياسية دون استثناء ودعا في خاتمة تصريحه الى تخليد ذكرى شهداء الثورة بنقش أسمائهم في ساحات وشوارع المدن التي سقطوا فيها برصاص الدكتاتورية، كما طلب كل التونسيين الغيورين على التحلي بأقصى درجات المسؤولية في الدفاع عن مكاسب ثورتنا من أي انتكاسة أو محاولة لضربها وتوظيف دماء شهدائها لمآرب ضيقة أو خاصة.