كنا في عدد سابق قد قمنا برصد كيفية تفاعل لاعبي كرة القدم مع الثورة التونسية، وقد لمسنا تماهيهم التام في الشعور والإحساس مع أي فرد تونسي. اليوم حاولنا ان نعرف الكيفية التي تفاعل بها اللاعبون التونسيون المحترفون خارج حدود الوطن مع ثورة 14 جانفي، وهنا تختلف الصورة وتتبدل المشاعر فالبعد عن الوطن يزيدهم انشغالا وإحساسا بالانتماء والدليل تلك الحركة المعبّرة التي أتاها كريم حقي فاختزلت المسافات وكانت أصدق وزادتنا قناعة أن ما يجمع أبناء هذا الوطن لا يمكن لأي قوة ان تتغلب عليه. ترى كيف كان تفاعل هؤلاء مع الحدث؟ ما هو إحساسهم وقتها؟ وكيف يمكنهم تجسيد مشاعر التعاطف تلك على أرض الواقع؟ حمدي القصراوي : الثورة رفعت رؤوسنا واريد تنظيم مباراة في سيدي بوزيد لفائدة عائلات الشهداء «أريد ان أترحم على أرواح شهداء ثورتنا المباركة .. وأريد ان اشكر الشعب التونسي شكرا كبيرا لان هذه الثورة رفعت رؤوسنا كتونسيين وحررتنا من سنوات صعبة ...كنا مغلوبين على امرنا .. لا ألوم على احد.و اليوم كتبت لنا الثورة صفحة جديدة من اجل الانطلاق نحو مستقبل اكثر عدلا واكثر توازنا مع الحرية للاعلام والقضاء المستقل . حجم التقدير ورفعة الشان الذي وفرته لنا الثورة كان كبيرا حتى هنا في فرنسا وفي فريقي «لونس» حيث الكل يقدرنا ويحترمنا ويقولون عنا : التونسيون الاقوياء . حيثما ذهبت فلا اسمع الا الاشادة .. وانا اقول في قرارة نفسي الشكر والإشادة لأبطالنا الذين حققوا هذه الثورة . انها ثورة مجيدة ولأول مرة في العالم العربي تقوم مثل هذه الثورة . لا اريد ان أتكلم عن المبادرات الخاصة لان ذلك فعل لوجه الله ... اريد ان أتكلم عن بادرة نريد ان نجسمها على ارض الواقع وهي اقامة مباراة ودية بين اللاعبين التونسيين المحترفين في أوروبا الى جانب فريق من سيدي بوزيد وكل من يريد المساهمة في هذه المبادرة لتعود عائدات المباراة وأشياء أخرى عينية لفائدة شهداء الثورة واسر الذين تعرضوا لاصابات ايام الثورة . هناك مشكل في تحديد موعد المباراة لكننا ساعون الى تحقيق هذه المبادرة التي يشاركني فيها الإعلامي التونسي مراد الزغيدي حيث التقينا وتحدثنا بجدية في الموضوع . كما ان عصام جمعة أكد لي استعداده التام للمساهمة . اليوم ينبغي ان نعمل لبناء تونس ... اليوم يجب ان يعمل كل واحد من موقعه من اجل تامين الثورة وتحقيق مطالب الشعب في الحرية والكرامة. عصام جمعة : فقدت لذة النوم انا مثلي مثل كل التونسيين سعيد جدا بهذه الثورة الكبيرة التي قام بها شعبنا . اريد ان اترحم على ارواح الشهداء وأتمنى الشفاء والصحة لكل من تعرض لاصابة اثناء الثورة . انني اشعر حقا بالفخر للانتماء لهذا الشعب القوي الكبير . ايام الثورة فقدت لذة النوم وكنت مشدودا الى اخر التطورات و على اتصال مستمر مع افراد عائلتي واصدقائي . كنت اعرف ان الوضع كان صعبا جدا في البلاد لكنني لم أكن أتوقع ان تكون الثورة بمثل ما كانت عليه . لقد تمنيت حقا انني كنت معهم للاسهام في هذا الانجاز الكبير. اليوم انا افكر باي طريقة يمكن مساعدة اسر الشهداء وانا جاهز لاي مبادرة مثل التي يريد حمدي القصراوي القيام بها من خلال مباراة ودية في سيدي بوزيد طبعا الى جانب تقديم المساعدات العينية . الوطن في القلب وتونس مفخرة لنا وهذا الشعب الكبير رفع رؤوسنا في كل انحاء العالم ولذلك فان الشكر لا يفيه حقه في ما حققه لنا من خلال الثورة الكبيرة التي انجزها . على صعيد المنتخب الوطني يجب ان نعمل من اجل العودة الى طريق النجاح و تحقيق الترشح الى النهائيات الافريقية . راضي الجعايدي : كأنني فوق السحاب.. أيام الثورة كنت كأنني فوق السحاب ... الثورة اكسبتنا كل التقدير والاحترام .. ناهيك اننا في الغربة فإن الشعور يكون مضاعفا ..انه احساس لا يوصف . الثورة كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي والشعب التونسي اكد مرة اخرى انه شعب استثنائي شعب قادر على تحقيق المعجزات . لقد دافع الشعب التونسي عن كرامته وعن حريته واستبسل في ذلك . انا فخور بالذي حدث وبالذي تحقق . الآن ينبغي ان نمر الى البناء .. الى العمل .. الى الكد والجد .. يجب ان نواصل العمل بأكثر جدية وان نحافظ على مكاسب الثورة . اليوم لمست ان هناك حرية في الرأي وحرية كبيرة في الاعلام وان التونسي قادر على التعبير عن فكره ومواقفه بحرية وبثقافة عالية ومسؤولية . انا اليوم مستعد لاي مبادرة من اجل مساعدة اسر الشهداء .. وانا مستعد لاي مساعدات عينية . ان واجب التضامن مع المحتاجين واسر المصابين يجب ان يقوم به كل قادر على ذلك . هنا في انقلترا المس نظرة ايجابية جدا لنا كتونسيين وهناك امتنان لنا . لقد قال الشعب التونسي كلمته بصوت عال وقدم للعالم ثورة مباركة .. ثورة الكرامة والحرية . ماهر الحناشي (لاعب الاتحاد الليبي): مشاعري امتزجت بين الخوف والفخر لقد كان انشغالي كبيرا جدا بما حصل في بلدي، وازدادت هذه الحالة تعقيدا لأنني لم أستطع العودة الى تونس في تلك الظروف الصعبة. أحسست بخوف كبير على تونس وأنا أتابع تطوّر الأحداث بنسق سريع جدا ولم أستطع توقع النتيجة التي ستؤول اليها الأمور وقتها كما كنت أشعر بخوف كبير على عائلتي وهو ما جعلني أتصل بأقاربي بشكل مستمر لأعرف آخر تطوّرات الأوضاع. زملائي في الفريق الليبي كانوا مهتمين بالوضع كثيرا وتحدثوا إليّ في اكثر من مناسبة مكبرين ما حدث في تونس وهو ما جعلني أشعر بالفخر بانتمائي لهذا البلد العزيز. وعكس ما تم ترويجه لقد حظينا نحن التونسيين هنا بمعاملة خاصة في تلك اللحظات ولم نتعرض لأي نوع من المضايقات. العربي جابر (لاعب الاتحاد الليبي): تمنيت حضور تلك اللحظات التاريخية ومستعد للتبرع لعائلات الشهداء ككل تونسي حرصت على متابعة ما حدث رغم ابتعادي عن البلد وقد أحسست بمشاعر من الفخر والاعتزاز وأنا أرى شعب بلدي العظيم يحقق ثورته المجيدة رغم لحظات الخوف نتيجة الانفلات الأمني وحالات النهب والسرقة. لقد تمنيت ان أحظر وأشارك في تلك الملحمة التاريخية لكن النصر الذي حققه شعبنا في تونس جعلنا هنا في ليبيا نحظى بمكانة خاصة فالشعب الليبي بارك ما قام به التونسيون وكانوا يرددون دائما «لقد حرّكتم الارض من تحت أقدام العالم..». أنا شخصيا مستعد للمساهمة في تقديم تعويضات لعائلات الشهداء وكذلك المساهمة في إعادة بناء ما تم هدمه وهذا واجب كل تونسي تجاه بلده وهنا أريد أن أشكر كريم حقي على تلك الحركة التي قام بها. ٭ إعداد عبد السلام ضيف الله