في البداية أهنئ الشعب التونسي بهذه الثورة المباركة وأترحم على كل الشهداء الذين صنعوا هذه الملحمة فضحوا بأرواحهم في سبيل أن تنتقل تونس من عهد الظلم والغبن والقهر الى رحاب الحرية والسلم والامان! من كان يصدق أن يحدث كل هذا الذي حدث في زمن وجيز جدا؟ فقد مر هذا الحدث كالحلم. لا أريد هنا ان أستعرض الاحداث، فقد نالت وماتزال تنال اهتمام مختلف فئات الناس ووسائل الاعلام المحلية والخارجية ولن أدخل هنا في تحليل أبعاد تلك الاحداث وتداعياتها لكني بت أخشى على وطني الحبيب من الآتي المجهول. أصدقكم القول انه لم ينشرح صدري ولم أسعد قط في حياتي سعادة تضاهي هذه السعادة التي تغمرني الآن وأنا أمسي وأصبح على وقع الحرية هذه السنة الالهية العظيمة! فما قيمة الحياة وما وزنها بدون حرية؟! الحقيقة الثابتة هنا هي أننا أصبحنا ننعم بالحرية. لكن الدرب مازال محفوفا بالمخاطر وليس من السهل أن نمر من عقود الطغيان والقهر الى زمن العدل والامان والحرية هكذا في وقت قياسي! فلابد من توخي الحكمة ولابد من الاتزان ومن الصبر في معالجة أيسر من البناء أو من إعادة البناء فمازال هناك من يريد تقويض أسس هذه الثورة المجيدة والرجوع الى الوراء. فاليقظة كل اليقظة حتى نتصدى جميعا وكل من موقعه لاعداء الحرية في الداخل والخارج فنرسم لتونس الغد طريقا قوامه العدل كل العدل طريقا يرسو بهذا الوطن العزيز الغالي نحو بر العزة والكرامة والازدهار الحقيقي الذي يسمو بالانسان نحو أسمى مراتب الكمال والمجد.