أن تكون نجما، قبل يوم 14 جانفي الفارط، فذلك يعني تمردك على النظام، ومن يعلم، ربما تكون التهمة المساس بالأمن العام أو الخيانة العظمى للوطن غابت صناعة النجوم في الميدان الفني الثقافي، ولذلك أيضا، قليلة بل معدودة، هي الأعمال الدرامية والسينمائية في بلادنا. في العهد السابق العهد المظلم ثمة نجمان لا غير، الزين وليلى... هكذا كانت السياسة الثقافية للرئيس المخلوع. الكتاب مضطهدون والسينما، تحتضر منذ ولادتها أما الدراما التلفزيونية، فهي محاصرة كقطاع غزة ومن برز أو نجح في عمل درامي، فليهيئ نفسه لعدم الدخول الى مقر التلفزة التونسية مرة أخرى، أو لينتظر 8 أو 10 سنوات ليعود اليها، ان بقي طبعا، على قيد الحياة. السياسة الثقافية في بلادنا، قامت طوال 23 سنة من الزمن، على التهميش وعلى «تشليك» المثقفين، فمن لم يكن من أهل الخضوع والتملق، فسيظل سجين أفكاره وابداعاته التي بدورها ستكون مسجونة بداخله... سجن ثقافي أراده بن علي لكل مبدع ومفكر عله ينفجر على نفسه يوما، هكذا كانت ارادة من لا ثقافة له وفاقد الشيء لا يعطيه. على مدى 23 سنة، ما انتجناه من أعمال دراسية، أنتجته شقيقتنا مصر في 3 سنوات على أقصى تقدير، أما عن السينما فحدث ولا حرج. أما الكتاب «المسكين»، فإن ابتعدت مضامينه عن التهليل والتكبير ل«الانجازات النوفمبرية»، أو عن السطحية، فإنه كما المسافر وعلى غرار الأعمال المسرحية، لن يحصل على تأشيرة. لكن بن علي، لم يكن يعلم أن المثقف والمبدع ليس في حاجة الى تأشيرة فكثيرون بلهجتنا العامية «عدوها عليه».... هم ليسوا بحاجة الى تأشيرة هو الآن أكثر المحتاجين اليها... عله يجد رقعة تراب تأويه في هذه الأرض بسلام. بن علي الفار لم يكن مثقفا لكنه كان عسكريا، لأنه كان يعلم أن الكلمة أقوى من الرصاصة... كان يعلم أن الثقافة والاعلام أقوى سلطة في هذه الحياة، لأن التاريخ قال ذلك والتاريخ لا يرحم... مناورات بن علي، في مجال الثقافة وفي مجال الاعلام كانت مفضوحة الاعلام لي، والثقافة للموتى وكلاهما للموائد المستديرة المنغلقة. لا، يا ابن علي، أغلقت أفواهنا، وكبلت كل المبدعين والمثقفين لكنك لم تسلم من شعبك، فالكبت يصنع الحضارة ان كنت لا تعلم. الآن، الآن فقط، أصبح من حقنا أن نحلم بصناعة سينمائية وبصناعة نجوم... الآن ونحن نبحث، عن المسار الصحيح للحرية... سندافع في هذه الحرية حتى لا تفتك منا مرة أخرى.