يا سادة أنفسكم. أيها المتحزبون الى العنكوش لا تهمنا صراعاتكم في ما بينكم. لا يهمنا ما هو مزعوم من زعاماتكم. لا تهمنا اطلاقا خلافاتكم من أجل الخلافة. خذوا كعكة الحكم وقسّموها كما شئتم بينكم وامسحوا أياديكم في أثواب بعضكم ولا تمسحوها في أكفان شهدائنا البررة. ولا في العلم المفدى. الوطن اليوم في حاجة الى الأمن والاستقرار والكرامة والحرية والخبز. خذوا الكراسي واركبوها خيولا بلا شكيمة في سباقات الزعامات المزعومة في مراكض الخيول المهجّنة. واتركوا الشعب يحط ترحاله في بر الأمان. فهذا الشعب الذي حرر وطنا بلا زعامة يرفض زعماء الصالونات والحانات وقطاع الطرق في المنعرجات. حذار فهذا الشعب يعرف جيدا الوجوه المستعملة في الداخل والخارج، والوجوه «الجوطابل» التي ترمى بعد الاستعمال في الأزمات في مزابل التاريخ. هذا الشعب الذي علمه علامته ابن خلدون ان الانسان مدني بالطبع، يرفض أن يكون الانسان «طرابلسيا» بالطبع ينهب ويسلب ويحرق ويرعب. هذا الشعب الذي «يبات ويصبح» على تلاوة الفاتحة ترحما على أبنائه الشهداء في سبيل الوطن يرفض قطعا ان تتلوا عليه فاتحة الكتاب ترحما على أمنه واستقراره وهو ذليل. كفى الشعب نهبا وسلبا وحيفا وتفرقة وتمزيقا. كفاه انفلونزا الخنازير ومكروبات الكراسي القاتلة خذوا كعكة السلطة والتسلط على بعضكم واتركوا لنا الوطن يحكمه الشعب ويتحكم فيه فهل تسمعون؟؟؟