اعتبر الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل أن الرئيس المصري حسني مبارك يعاند التاريخ حين يصرّ على البقاء في منصبه دون النظر في مطالب شعبه الذي دعاه مرارا إلى الرحيل، مضيفا أنّ النظام المصري بتركيبته الحالية لا يملك أيّة فرصة للنجاة. وقال هيكل في حديث لصحيفة «المصري اليوم» الصادرة أمس إن مشكلة مبارك بحق ودون الخوض في الماضي أنه رجل عنيد ومعروف أن صفة العناد هي واحدة من أبرز خصاله. وأضاف هيكل «أعرف أنه حدث ذات مرّة أن حاول أحد أقرب أعوانه إقناعه بقبول ترشيح شخص محدد وأخذ يعدد له مميزاته العلمية والفكرية ومنها أنه حاصل على أكثر من دكتوراه في تخصصه فنظر إليه مبارك وقال له «أنا عندي دكتوراه في العناد». وتابع هيكل قائلا: «بالنسبة إليّ كنت أتمنى ألا يعاند مبارك الآن لكن للأسف الشديد غلبت عليه صفة العناد، والكارثة أنه في هذه المرة بالتحديد لا يعاند مع فرد أو مع حزب أو مع طائفة أو جماعة لكنه يعاند التاريخ، ولا يوجد من هو قادر على معاندة التاريخ... تستطيع أن تعارض من تشاء من أشخاص لكن عندما تواجه التاريخ لا بدّ أن تتجاوب معه وعندما يسألك التاريخ سؤالا لا بدّ أن تردّ على السؤال. ورأى الكاتب المصري أنه كان واضحا منذ البداية أن الحكم الحالي مات من الناحية التاريخية وتم شلّه سياسيا، ومنذ أيام انتهى تماما ولم يعد به نفس لم يعد به أي شيء. وأضاف هيكل هل شاهدت تشكيلة الوزارة الجديدة؟ مع احترامي لكل من فيها هي ليست وزارة أزمة، كنت أتصوّر أن يكون الحكم في هذه اللحظة التاريخية جادا ومدركا لعمق الأزمة ولو كنت مكانه لأتيت بأقوى وزارة في مصر، بأقوى ما يمكن لمواجهة الأزمة لكن الحقيقة أن كل الناس القادرين اعتذروا مؤكدا أن الحكومة الحالية أضعف من أن تواجه هذه اللحظة الفارقة في تاريخ مصر. وفي توصيفه لما يجري اليوم في مصر قال هيكل «هي مقومات ثورة أو هي حالة ثورية، نعم نحن أمام حالة ثورية تتطوّر بسرعة إلى ثورة كاملة، لكنها ثورة تواجه مخاطر في الداخل والخارج وكل المجتمع المدني والوطني وكلّ المجتمع الموجود لا بد أن يسعى حتى لا يحدث صدام». وردّا على سؤال حول احتمال أن تترك واشنطن مصر في حالة من الفوضى قال هيكل لا توجد فوضى إلا إذا فتحت أنت ثغرة ليحدث التدخل، لا يستطيع أحد أن يتدخل إلا من ثغرة لو فتحتها تكون المسؤول وهنا أشير إلى نقطة مهمة جدا وهي أنه لا توجد أي قوة عظمى تستطيع أن تساعد نظاما لم يعد قادرا على حماية نفسه. وأكد هيكل أنه «لا يوجد أحد بلا بديل وإلا انتهت الحياة، ولو لم يوجد بديل للرئيس مبارك فإن هذا الشعب يستحق أن يموت... الذي هو لا بديل له هو الشعب هذا ما أفهمه».لا