ذكرت صحيفة أمريكية أن سوريا تفادت على ما يبدو «رياح التغيير» التي تهب على العالم العربي، وأدت إلى احتجاجات شعبية هادرة في العديد من دول المنطقة حيث استفادت من معاداتها لإسرائيل ودعمها ل «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس». وكانت جماعات معارضة بالخارج قد حاولت حشد السوريين للتجمع أمام مبنى البرلمان بدمشق يومي الجمعة والسبت الماضيين للاحتجاج ضد الرئيس بشار الأسد الذي ظل متربعا على كرسي الحكم منذ وفاة والده حافظ الأسد عام 2000. وقالت صحيفة «ذي كريستيان ساينس مونيتور» إن انتشار قوى الأمن الواسع قضى فعليا على أي احتمال لتنظيم احتجاجات. غير أن عوامل جيوسياسية والدعم المحلي الذي يحظى به الأسد تجعل أي تحد وشيك لحزب البعث الحاكم، الذي ظل في السلطة منذ 1963، أمرا بعيد الاحتمال. وكشفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» لحقوق الإنسان الخميس الماضي أن غسان النجار «القيادي بإحدى الجماعات الإسلامية الصغيرة بمدينة حلب والبالغ من العمر 75 عاما» اعتقل. ويعتبر النجار من بين الشخصيات المحلية القليلة النشطة التي طالبت السوريين بالخروج في مظاهرات احتجاج سلمية. وترى الصحيفة أن ما أقعد الفئة المتبقية من السوريين عن الخروج إلى الشارع هو الخوف من التداعيات الطائفية، واندلاع أعمال عنف على غرار ما قام به «البلطجية» المؤيدون للرئيس حسني مبارك في مصر. وآثر ناشطون محليون آخرون عدم تأييد الاحتجاجات في سوريا متذرعين بافتقارها للتنظيم. ولم تشهد سوريا معارضة منظمة منذ قمع النظام شخصيات علمانية ودينية وكردية تجمعت عام 2005 للتوقيع على إعلان دمشق للمطالبة بإصلاحات. وفوق هذا وذاك، فإن معظم الأشخاص البالغ عددهم 1500، الذين طالبوا على صفحة ال«فايس بوك» بالثورة، يعتقد أنهم من المقيمين خارج سوريا. وهناك عوامل جيوسياسية تدعم الحكومة السورية، التي تعد من الناحية الفنية في حالة حرب مع إسرائيل، وتسعى جاهدة الى استعادة هضبة الجولان المحتلة. كما أن سياسة سوريا الخارجية وموقفها العدائي من إسرائيل ودعمها ل«حزب الله» اللبناني وحركة «حماس» الفلسطينية، تحظى بشعبية.