يبذل عدد كبير من جماعات الضغط الأمريكية التي تعمل لصالح نظام حكم الرئيس المصري حسني مبارك جهودا واسعة لإقناع أعضاء الكونغرس الأمريكي بدعم مبارك. وقد استطاعت جماعات الضغط قتل مشروع قرار غير ملزم كان تقدم به رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الديمقراطي جون كيري، ونائبه الجمهوري جون ماكين ويدعو إلى تسريع ما سموه «الانتقال المنظم» للسلطة في مصر. كما يعمل هؤلاء لنيل الدعم لنظام مبارك في اوساط وزارة الدفاع الأمريكية ويدعوهم إلى عدم التخلي عن «اصدقاء» الولاياتالمتحدة وإسرائيل في المنطقة، مشيرين إلى مبارك بوصفه من يسهل للأمريكيين والغرب حرية الوصول وعبور قناة السويس التي تعتبر طريقا حيويا لناقلات النفط. وقد نجحت جماعات الضغط (المصرية) في عدم طرح مشروع القرار رقم 586 للتصويت عليه في مجلس الشيوخ يوم الجمعة الماضي، حيث استخدم ممثلو جماعة الضغط وهم أعضاء سابقون في الكونغرس علاقاتهم بزملائهم في مجلس الشيوخ لقتل مشروع القرار. ومن بين جماعات الضغط التي تعمل لصالح مصر وتتلقى سنويا 1.1 مليون دولار من الحكومة المصرية شركة ليفنغستون لصاحبها العضو الجمهوري البارز السابق بوب ليفغنستون وزميله الديمقراطي توبي موفيت إلى جانب روجر بوديستا. كما أن إحدى جماعات الضغط الأمريكية التي تعمل لصالح مبارك مؤسسة باتون بوغز التي يعمل لديها مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مصر، فرانك ويزنر كمستشار لشؤون السياسة الخارجية والأعمال. الأمر الذي يفسر الموقف الداعم لمبارك الذي دعا إليه ويزنر يوم السبت الماضي. وتقدم مؤسسة باتون بوغز حسب موقعها الإلكتروني، خدمات استشارية للجيش المصري ووكالة التنمية الاقتصادية المصرية ومثّلت حكومة مبارك في قضايا تحكيم وتقاض في أوروبا والولاياتالمتحدة. وترتبط المؤسسة بعلاقات قوية وتمثيلية مع أبرز مؤسسات المحاماة في القاهرة وهي مؤسسة زكي هاشم. كما أن أحد أصحاب المؤسسة تولى رئاسة غرفة التجارة الأمريكية المصرية. وقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها كانت تعلم بوجود روابط مالية بين المبعوث الأمريكي الخاص الى مصر وشركة «باتون بوغز» الأمريكية التي تمثل في الولاياتالمتحدة مصالح الرئيس المصري حسني مبارك وحكومته.