٭ تونس «الشروق» تعريب عواطف خميري قال السياسي الأمريكي السابق بول غريك روبرت إن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي التي تصنع وتدعم الدكتاتورية في العالم العربي من أجل مصادرة إرادة الشعوب والتحكم في مصير المنطقة العربية وإخضاعها للإرادة الأمريكية من أجل خدمة مصلحة إسرائيل. وقال غريك في مقال له بعنوان: «النفاق الأمريكي في الشرق الأوسط» إن النفاق الأمريكي يتجلى حاليا في أوضح صوره حاليا فبعد غزو العراق وأفغانستان وما خلفه من أضرار فادحة على جميع الأصعدة من قتل وتدمير من اجل «إرساء الديمقراطية» وفق مفهومها الخاص. هاهي الآن تعلن ان على «مبارك الرحيل» واحترام إرادة شعبه حسب ما صرحت به كلينتون في أواخر شهر جانفي الماضي. في حين دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صراحة الى الكف عن توجيه النقد الى الرئيس المصري حسني مبارك نظرا إلى الدور الأساسي الذي قام به في «الحفاظ على الاستقرار في المنطقة». وذكر بول غريك روبرت ان المقصود بالاستقرار حسب نتنياهو هو مواصلة تقتيل الفلسطينيين وسط صمت عربي رهيب وسرقة أراضيهم. وأضاف: ان مبارك ظل طيلة ثلاثين سنة منفذا لسياسة أمريكا وإسرائيل بحذافيرها من خلال عزل قطاع غزة عن العالم الخارجي ومنع المساعدات من الدخول إلى الفلسطينيين عبر الحدود المصرية. وأشار الى ان مبارك ظل حصنا منيعا للسياسة الأمريكية الصهيونية وهو ما مكنه من تسجيل اسمه في قائمة أثرياء العالم بفضل الأموال التي تضخ له من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين, وبذلك فإن الحكومة الأمريكية بما فيها الجمهوريون والديمقراطيون لا يريدون خسارة استثماراتهم الهامة في شخص مبارك الذي يراهنون عليه. وتابع: ان الدكتاتور الذي نصبته الولاياتالمتحدةالأمريكية في تونس لفظه الشعب وهو ما كسر حاجز الخوف لدى بقية الشعوب العربية وفتحت الطريق أمام الشباب المصري ليثور على الرئيس حسني مبارك وتتواصل الاحتجاجات في عديد الدول الأخرى وقد تنجح في الإطاحة برئيس موال. لكن ستكون مجرد تغيير دمية أمريكية بأخرى فحسني مبارك قد يرحل لكن من يأتي بعده سيجد نفسه مكرها على ارتداء الجلباب الأمريكي. كما يؤكد بول غريك ان ما يفعله الدكتاتوريون في العالم العربي هو محاولة إبعاد أي بديل من خلال الاغتيالات او الاعتقال او التهجير, لذا من الصعب إيجاد البدائل في الأوقات الطارئة, أما في مصر فإن هذا البلد يعتمد بشكل كبير على المساعدات الامريكية وطبعا يحتاج دائما الى الأموال ليستمر وهذه هي الاموال التي تضمن شراء الحكومة البديلة. كما أكد السياسي الأمريكي السابق ان اللا وحدة العربية هي من العوامل الأساسية التي ارتكز عليها الغرب للسيطرة على الشرق الأوسط, وبدون هذه الفرقة العربية, فإن اسرائيل ما كانت تجرأت على اضطهاد الفلسطينيين بالطريقة الفظيعة التي يمارسونها منذ عقود... وما استطاعت امريكا ان تحتل العراق....