شهدت محطات توزيع المحروقات بالعاصمة أمس حالة غير مسبوقة من التدافع والاكتظاظ حيث اضطرّ كثير من أصحاب السيارات الى الانتظار في الطوابير أمام المحطات لأكثر من ساعة ونصف ليبلغ دوره في التزود بالوقود. وقد تداول كثيرون في البداية ما يفيد أن محطات التوزيع ستدخل في إضراب على مدى أيام وهو ما زاد في شدّة إقبال أصحاب السيارات والشاحنات عليها للتزود بكميات كبيرة على غير العادة.. ومنهم من حمل معه أوعية بلاستيكية في السيارة وطالب بملئها إضافة الى ملء كامل خزان السيارة (Plein). وباتصالنا بالسيد حمادي الخميري المنسق العام للمجمع المهني لشركات البترول أفاد أن ما حصل لا علاقة له بإضراب محطات التوزيع (حيث لم يصدر أي بلاغ عن غرفة وكلاء التوزيع يدعو للإضراب) بل بمشاكل على مستوى نقل المحروقات (المازوط والبنزين) من مخازن شركات التوزيع بميناء رادس الى المحطات حيث نفّذ بعض العاملين التابعين لشركات النقل (وهي شركات مستقلة عن شركات التوزيع) وقفة احتجاجية للمطالبة ببعض الحقوق المهنية وانضاف لهم العاملون التابعون لبعض شركات المناولة المشتغلة بالميناء والذين طالبوا من جهتهم بتسوية وضعياتهم المهنية. ومن جهته قال السيد ابراهيم العجيمي ر.م.ع الشركة التونسية لصناعات التكرير (STIR) ل«الشروق» إن مشكل النقل الذي حصل صباح أمس بميناء رادس على مستوى مخازن المحروقات تعلّق فقط بشركتي توزيع (ستار أويل وأويليبيا) حيث أضرب عملة شركات النقل المتعاملة مع هاتين الشركتين مما انجرّ عنه إشاعة تفيد بأن بقية الناقلين المتعاملين مع شركات التوزيع الأخرى مضربين أيضا وبلغت الاشاعة الى مسامع المواطن وشركات التوزيع وحصل ما حصل.. غير أن الأمور كانت عادية في بقية مناطق البلاد حيث كانت مخازن بنزرت والصخيرة وجرجيس تعمل بشكل عادي وأضاف ر.م.ع «ستير» أنه لا يوجد أي مشكل على مستوى مخزونات المحروقات المتوفرة اليوم في بلادنا والبالغة 500 مليون لتر (مازوط بنزين) وهي صالحة لمدة 3 أشهر، فضلا عن الكميات الأخرى الواردة خلال هذه الأيام من الخارج والموجودة اليوم في البحر على ظهور البواخر. وبالتالي فإنه لا داعي حسب المتحدث للتخوف من إمكانية افتقاد المحروقات من أسواقنا. وأكدت مصادر من وزارة الصناعة والتكنولوجيا أنه من المنتظر :أن يعود التزويد بالمحروقات الى نسقه العادي منذ صباح اليوم الأربعاء (وقد يكون عاد منذ مساء أمس) وبالتالي فإنه لا داعي للخوف ولا داعي أيضا للاقبال على التزود بكميات كبيرة من المحروقات أو للتدافع والوقوف في طوابير طويلة لأن ذلك قد يزيد في تعقيد الأمور وفي مزيد من البلبلة والفوضى. وللإشارة فإن عبد العزيز الرصاع كاتب الدولة المكلف بالطاقة اجتمع أمس برئيس غرفة وكلاء التوزيع وتمّ تبادل جملة من الآراء حول مطالب المهنيين ووعد بعرضها على الحكومة المؤقتة للنظر فيها وهي مطالب قديمة لا علاقة لها بما حصل أمس.