تونس (وات)- تشهد محطات بيع البنزين ببنقرادن اكتظاظا شديدا وطوابير طويلة للسيارات والشاحنات منذ ساعات الصباح الأولى إلى ساعات متأخرة من الليل وخاصة من الليبيين العائدين إلى بلادهم الذين يخيرون التزود بمادة البنزين عند آخر محطة لهم قبل اجتياز الحدود. هذا المشهد لم تألفه محطات بيع الوقود ببنقردان حيث كانت لفترة ليست ببعيدة تعاني أزمة خانقة تعجز فيها في أحيان كثيرة حتى عن تسديد رواتب العاملين فيها. وفي هذا الإطار يؤكد السيد أحمد شواط عن شركة "عجيل" أن " نشاط محطات البنزين ظل مقتصرا طيلة أكثر من عشرين سنة على تزويد بعض السيارات الإدارية بالمنطقة لا غير". ويقول السيد مراد النالوتي صاحب محطة "اوليبيا" أن "عدد حرفائه الذي كان لا يتجاوز عشر سيارات في اليوم أصبح الآن يعد بالآلاف". ويعود عدم الإقبال في السابق على محطات الوقود إلى اعتماد مختلف مستعملي وسائل النقل على التزود بالمحروقات من الباعة المنتصبين على الطرقات والذين يتزودون بدورهم من السوق الليبية. ومع اندلاع الأزمة في ليبيا شهد قطاع بيع الوقود على الطرقات تراجعا طفيفا إلا انه سرعان ما عاد إلى سالف حركيته بفتح الحدود ومواصلة التزود بمادة المازوط أساسا. وفي مقابل ذلك انتعشت محطات بيع الوقود في المدة الاخيرة لتصل إحدى المحطات إلى بيع أكثر من 33 الف لتر في اليوم من مادة البنزين . ورغم الطلبات المتزايدة على هذه المادة إلا أن أصحاب المحطات اجمعوا على عدم وجود أي إشكال على مستوى التزود بالبنزين مهما كانت الكميات المطلوبة لكنهم يطرحون في المقابل إشكالا آخر هو أمني بالأساس حيث يتعرضون عند تزويد الحرفاء المصطفين في طوابير الى عمليات تهديد وحالات من الفوضي واعتداءات عرضت إحدى المحطات إلى محاولة الحرق. ويطالب أصحاب محطات بيع الوقود ببنقرادن بتوفير الحماية والأمن لمحطاتهم وناشدوا الجيش والأمن الوطنيين لمساعدتهم في حماية أرواحهم وممتلكاتهم بعد أن أدت محاولات الاعتداء والتهديدات في هذه المحطات الى رفض احد أصحاب هذه المحطات التزود بهذه المادة منذ يوم الجمعة الماضي. ويتحدث المسؤولون في محطتي التزود بالوقود في المنطقة عن وقوف فئة وراء أعمال الشغب والتهديدات إذ تطالب بنصيبها من مادة البنزين دون احترام الطوابير لتقوم بعد ذلك ببيعها للمواطنين الليبيين. ورغم الانتعاشة الواضحة التي تعيشها محطات بيع البنزين ببنقردان إلا أن أصحابها يدركون انها ظرفية قد تقصر وقد تطول لكن الفائدة حاصلة لا محالة.