أوضح المحلّل السياسي بقناة «نسمة» سابقا والإعلامي التونسي سفيان بن فرحات ل«الشروق» أن استغناء القناة عن خدماته كان بسبب موقفه بشأن الريبورتاج الذي بثته القناة على أحداث «القصبة» الأخيرة. وقال بن فرحات: « عندما سألني المنشّط عن موقفي من الريبورتاج في تلك الحصة الأخيرة التي حضرتها على المباشر بهذه القناة، قلت إن الريبورتاج ليس محايدا لأنه يقدّم وجهة نظر واحدة ولا يبلّغ وجهة نظر المعتصمين والحال أنني كنت شاهد عيان. وتابعت هذه القافلة التي انطلقت من سيدي بوزيد منذ بدايتها. كما أنني شاهدت المعتصمين في القصبة بنفسي قبل أن أنتقل إلى استوديو البث بقناة «نسمة» وتابعت كل شيء حصل هناك لحظة بلحظة، وبالتالي لا يمكن أن أكذّب عيني وأقدم موقفا إيجابيا من ريبورتاج غير محايد»... وعلّق الإعلامي التونسي على هذا الريبورتاج قائلا: «ذكرني بما بثته التلفزة البنفسجية قبل فرار الرئيس المخلوع». وشدّد سفيان بن فرحات، على أن المنشط إلياس الغربي، اعتدى عليه لفظيا وتهجم عليه إثر نهاية الحصّة وخروج الجميع من «البلاتو» مشيرا إلى أن ذلك حصل أمام الجميع، بيد أن محدثنا نفى أن يكون قد ردّ بالمثل. وفي ذات السياق، أضاف محدثنا: «في اليوم الموالي، أعلموني بأنه تم الاستغناء عن خدماتي». وإجابة عن سؤال «هل أن الرأي المخالف، مازال إشكالا قائم الذات داخل المؤسسات الإعلامية؟» سرد محدثنا الحوار القصير الذي جمع بينه وبين مدير قناة نسمة، السيد نبيل القروي حيث قال: «السيد نبيل القروي قال لي وضعت الخنجر في ظهري فقلت له أنا محلل سياسي وصحفي محترف، وأنا لا أعرف ما هي وجهة نظرك أنت حتى أخالفها فقال لي: ليس لك الحق في التعبير عن موقف مضاد للريبورتاج». إبعاد تعسّفي ووصف «بن فرحات» إبعاده من قناة نسمة ب«التعسفي» مشيرا إلى أن موقفه الذي كان سبب هذا الإبعاد تبنته الحكومة نفسها على نفس القناة. كما أشار كذلك إلى ما بثته قناة نسمة وصوره المخرج السينمائي محمد الزرن وكان على حد تعبيره مضادّا للريبورتاج الذي بثته قناة نسمة. وفي سياق متصل أكد الإعلامي سفيان بن فرحات، أن عضو الهيئة الوطنية للمحامين شوقي الطبيب طالب بعودته إلى قناة نسمة لكن الرفض كان قرار هذه القناة. أوّل ضحية لحرية الإعلام «سفيان بن فرحات» وصف نفسه في تصريحه ل«الشروق» بكونه أوّل ضحية من ضحايا حرية الإعلام، في هذه المرحلة الجديدة التي تعيشها بلادنا والتي قال عنها إنّها مرحلة الثورة. واعتبر أن الإعلاميين التونسيين كانوا في مستوى الحدث، منذ اندلاع هذه الثورة لكنه استدرك قائلا: «لكن منذ أسبوع لاحظنا أن هناك التفافا على الإعلام التونسي وأنا لا أحمّل المسؤولية للإعلاميين بقدر ما أحملها لأناس، أرادوا تقزيم هذه الثورة». ووصف بن فرحات الإعلام التونسي إبّان هذه الثورة، أنه تقدّم خطوة إلى الأمام ثم تراجع خطوتين إلى الوراء مشيرا في الآن ذاته إلى أن حرية الإعلام بوابة كل الحريات وأن من ضرب الإعلام فقد ضرب ثورة الشعب التونسي في الصميم» ثورة قال عنها محدثنا «إنّها ثورة سياسية وثورة كرامة وثورة حقوق الإنسان». وعلّق في هذا الصدد قائلا: «الخطر كل الخطر في ضرب الإعلام وبالتالي الثورة، وأعتقد أنّ الصحفيين أفضل من المسؤولين السياسيين على الأقل في احترام دماء الشهداء». وفي حديثه عن الإعلام شدّد على ضرورة ترابط الإعلاميين من أجل حرياتهم «فليس لدينا إلاّ الصدق والصبر» والكلام لمحدثنا الذي أضاف: «المستهدف حاليا هو الصحفي، لذلك تبثّ قنواتنا المسلسلات والأغاني، في استبلاههم لهذا الشعب العظيم الذي يعي مثل هذه الأشياء ولذلك يجب أن ندافع إلى آخر رمق وهذا واجبنا..». وختم الإعلامي سفيان بن فرحات توضيحه قائلا: «اليوم هناك ثورة مضادّة بدأت بالإعلام باعتباره لعب دورا حاسما لكن الإعلاميين التونسيين دخلوا التاريخ في هذا الظرف الحاسم».