مثلما كانت «الشروق» قد أشارت الى ذلك فإن آلاف المعتصمين الذين نصبوا خيامهم في مختلف مناطق الحوض المنجمي وهم من المعطلين عن العمل ظلوا يؤكدون أن تمسكهم بحقوقهم المشروعة في الشغل لا رجعة فيه الا إذا تمت تسوية وضعياتهم بصفة حقيقية وجذرية بعيدا عن «حرابش» المسكنات والحلول الترقيعية والوعود الواهية. وهو ما جعل عديد القوى الحية من أبناء الحوض المنجمي وغيرهم يدعمونهم ويساندونهم في كل مطالبهم خاصة أن «رم.ع.» شركة الفسفاط استعلى ولم يقابلهم ولم يعرهم أي اهتمام قبل ارسال بعض الذين اعتقدوا أنهم سيحلون الاشكال كما تريده شركة الفسفاط من المديرين العامين والمدير العام المساعد ولكن دون جدوى.. مما فسح المجال للبعض الآخر الذي أراد الركوب على الصهوة بتعلة أن الشركة تخسر كل يوم ما يقارب أو يتجاوز ثلاثة مليارات وبالتالي فإن الحل يكمن في فك الاعتصام حتى لا تتعمق جروح الشركة ومن ورائه الاقتصاد والوطن ككل والاتصال بوزير التنمية الجهوية ووعده بأنهم قادرون على ذلك وربما مستعدون لنيل منابات أيضا على حساب ذلك في المرحلة القادمة وربما الدخول بصفة مبكرة في الدعايات المجانية على حساب المعطلين الذين لم يشعروا بقيمتهم ولا بقيمة الحوض المنجمي وابنائه ولا بفسفاطهم وما يدره كل يوم على الاقتصاد الوطني الا بعد اعتصامهم ودفاعهم عن حقوقهم المشروعة. مثل هذا الكلام أصبح يتضخم خلال اليومين الاخيرين ليطرح أكثر من سؤال عن مصير هؤلاء المعطلين الذين كثرت السمسرة والمزايدات حول أوضاعهم خاصة أن البرمجة الاولى كانت تؤكد على مقابلة الوزير الاول ووزير التشغيل والتكوين المهني ووزير الصناعة والتكنولوجيا ولا مقابلة وزير التنمية الجهوية الذي يستطيع التفكير في التنمية بمفهومها الشامل والعميق في جهة الحوض المنجمي الذي بقدر ما يعترفون بدوره في تنمية الاقتصاد الوطني فإنهم لا يبالونه أي اهتمام ولا يكترثون إليه ولا لأبنائه وربما يريدون تسجيل نقاط لفائدتهم وسحب البساط من تحت بعضهم البعض من هذه الحكومة المؤقتة وذلك على حساب معطلي جهة الحوض المنجمي الذين ذاقوا الأمرين وعاشوا الحرمان بكل اشكاله على الرغم من أن أكثرهم من حاملي الشهائد العليا. ومن جهة أخرى فإن الذين يترصدون الفرص للسمسرة أو العبث بحقوق هؤلاء المعطلين قد لا يجنون غير الوعود بدورهم او يذهبون الى ما أقرته شركة الفسفاط لتشغيل عدد صغير من المعطلين الى أن تهدأ الأوضاع وبعدها يمرّون تاركين الحوض المنجمي يتخبط في أزماته التي لا يمكن حلها الا بصفة جذرية وعميقة عسى أن تنال الجهة ككل حظها في التنمية الشاملة وتلتحق ببعض الجهات الأخرى التي أنعم عليها العهدان البائدان بالكثير وذلك على كل الواجهات والمستويات مقابل نسيان الحوض المنجمي الذي أصبح مثل القبور المهجورة ومن خلاله أصبح متساكنو هذا الحوض المنجمي يتجرعون المرارة والتجاهل وحتى القمع والاضطهاد.