قرّرت السلطات الجزائرية تسخير 30 ألف شرطي لتأمين العاصمة خلال مسيرة يوم غد السبت والتي أعلنت عنها المعارضة المنضوية ضمن ما يسمى ب«التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية» للمطالبة بإصلاحات سياسية جديدة، فيما أعلن أمس عن إقدام شاب على احراق نفسه احتجاجا على «ازدراء الشرطة» له عندما أراد الاستفسار عن شكوى كان قد تقدم بها. ونقلت صحيفة «الخبر» الجزائرية أمس عن مصادر وصفتها ب«المؤكدة» أنه تمّ تسخير 30 ألف شرطي من مصالح الشرطة القضائية ووحدات التدخل السريع ومكافحة الشغب وتمّ استقدامهم من عدة محافظات منها وهران وتلمسان وعدد من ولايات الوسط لتطويق المسيرة. جدار أمني وقالت الصحيفة نقلا عن المصادر أن العدد المذكور من عناصر الأمن وصل فعليا الى العاصمة وسيسخر لتشكيل «طوق أمني» لتطويق المظاهرة ومنع حدوثها اضافة الى تأمين العاصمة تجنّبا لمحاولات إثارة أعمال الشغب والتخريب، حسب الصحيفة. وأكدت «الخبر» أن هذا العدد من أعوان الأمن يعتبر الأكبر منذ سنوات على اعتبار أن كل الاحتجاجات ومحاولات تنظيم المسيرات بالعاصمة من قبل لم تسخر لها مثل هذا العدد من أعوان الشرطة. ومن جانبها أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان لها أمس أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أرجأ زيارة كانت مقرّرة للجزائر أمس وذلك «نتيجة ظرف شخصي طارئ للوزير». وتجدر الاشارة الى أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كان قد استقبل منتصف شهر جانفي الماضي الأمير السعودي محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية. إهانة واحتراق وعلى صعيد متصل أفادت مصادر أمنية جزائرية أمس أن شابا جزائريا يبلغ من العمر 25 سنة أقدم على إحراق نفسه احتجاجا على «ازدراء الشرطة». وأشارت المصادر الى أن الشاب كان قد تعرض للضرب وأصيب بجروح على يد أحد المواطنين في مدينة «الشريعة»، لكن شكواه بقيت من دون متابعة فورية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المصادر قولها ان الشاب أصيب ب«اليأس» بسبب اهمال الشرطة فرش جسده بالبنزين يوم الثلاثاء أمام مقر الأمن في المدينة، وقد تمّ نقله يوم الأربعاء الى قسم الحروق الخطيرة في مستشفى ابن سينا في عنابة على بعد حوالي مائتي كيلومتر من مدينة «الشريعة» وقد وصف مصدر طبي حالته بالمستقرة. وقتل عشرة جزائريين بالانتحار حرقا منذ بداية شهر جانفي الماضي.