في سابقة هي الأولى من نوعها منذ سقوط الرقابة الالكترونية في تونس بادرت وزارة الداخلية بوضع صفحة رسمية خاصة بها على شبكة ال «فايس بوك» بداية من الخميس 10 فيفري الجاري. وخلال ساعات قليلة استقطبت الصفحة عددا كبيرا من مستخدمي الشبكة بلغ الى غاية عشية أمس حوالي 23 ألف زائر... أغلبهم تفاعل ايجابيا مع المبادرة دون أن يخلو ذلك من الطرافة والتندّر بالعلاقة الجديدة التي أصبحت تربط «المقص» الالكتروني سابقا مع مستخدمي الشبكة. من ضمن تلك الطرائف تعليق صحفي لزميل باحدى الاذاعات الخاصة على الخبر قال فيه إن سقوط الرقابة الالكترونية قص على القرصنة الالكترونية، وبالتالي لن تواجه صفحة الداخلية قرصنة لكنها مهددة بالتقليد وبالتالي مطلوب من وزير الداخلية الكشف عن أي «ملثّم» قد يحاول تقليد الصفحة الرسمية للوزارة. كما علّق متدخل آخر باحدى الاذاعات عن هذه «المصالحة الالكترونية مع الرقيب سابقا» قائلا إن اعفاء «عمار 404» من مهامه، وهي التسمية التي أطلقها مستخدمو النات على المقص الالكتروني، في مراقبة المواقع الالكترونية ربّما هدّده بالبطالة وبالتالي عاد في ثوب جديد مغاير هذه المرّة ليتولّى مهمّة الاعلام لا تكميم الأفواه... وتلك ثمرة أخرى من ثمار الثورة. ومن الطرائف أيضا مطالبة بعض زوّار الصفحة بفتح المواقع الاباحية في الانترنات وهو الركن الوحيد الذي لا تزال الرقابة تتحصّن به. وعن احداث هذه الصفحة أوضح مكتب الاعلام بالوزارة ل «الشروق» أن الهدف هو تجاوز القطيعة بين وزارة الداخلية والاعلام وذلك بتيسير مرور المعلومة الأمنية بكل شفافية. كما أوضحت مصادرنا أن احداث هذه الصفحة تم بمبادرة من المكلفين بالاعلام في الوزارة وهي فكرة تبنّاها الوزير وشجّع على تنفيذها حتى تتواجد المعلومة الأمنية في الاعلام البديل كما الاعلام العادي وحتى تكون هذه المعلومة سريعة وشفافة... «فبالاضافة الى دورنا العادي في توفير المعلومة لكل صحفي يطلبها أحدثنا هذه الصفحة التي تضمّ عدّة أركان من أجل دعم التواصل مع الباحث عن المعلومة في المجال الافتراضي» حسب قول مصادرنا. تتضمن هذه الصفحة ركن خاص بالاخبار والبلاغات الرسمية وآخر خاص بمناظرات الانتداب وثالث خاص بالنقاش وتقديم المقترحات وكذلك تنزيل تسجيلات مرئية وصوتية خاصة بتصريحات مسؤولي الأمن في وسائل الاعلام وإن كانت هناك تسجيلات خاصة بالوزارة. وتعليقا عن امكانية تقليد هذه الصفحة قالت مصادرنا إن الصفحة آمنة جدا وفيها وسائل حماية من التقليد. وأكدت مصادرنا أن المقصّ الالكتروني «عمّار 404» ذهب دون رجعة مع انتهاء الاستبدادية في تونس.