دارت صدامات بين الشرطة الجزائرية ومتظاهرين أمس في وسط العاصمة اثر تمكن حوالي 500 شخص من التجمع في ساحة الوئام المدني للمشاركة في تظاهرة محظورة تطالب بتغيير النظام، بحسب شهود اكدوا ان الشرطة اعتقلت عددا من المتظاهرين. وقال شاهد ان المسؤول الثاني في الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة علي بلحاج شارك أمس في المظاهرة. ويحاول بلحاج، الذي قضى 12 سنة في السجن بتهمة التحريض على العنف، المشاركة في كل التظاهرات التي تقام في العاصمة، ويتعرض في كل مرة للتوقيف لبضع ساعات ثم يطلق سراحه. واخترق نحو الفي متظاهر لبرهة أمس الطوق الامني الذي فرضته الشرطة الجزائرية في وسط العاصمة لمنعهم من الوصول الى ساحة الشهداء حيث من المقرر ان ينطلقوا في مسيرة محظورة تطالب بتغيير النظام، الا ان الشرطة سرعان ما تمكنت من وقف تقدمهم. وقبيل الموعد المقرر لبدء المسيرة في الساعة 11:00 دارت صدامات بين قوات الامن والمتظاهرين، الذين قدرت الشرطة عددهم ب800 بينما قدر الصحافيون في المكان عددهم بنحو الفين. واعتقلت الشرطة عددا من المتظاهرين، بينهم فضيل بومالة احد مؤسسي التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية التي دعت الى هذه المسيرة، وذلك بحسب رسالة نصية قصيرة جاء فيها «انا موقوف في مفوضية الشرطة مقابل مستشفى مصطفى». واندلعت المواجهات في ساحة الوئام المدني واعتقلت الشرطة شخصين على الاقل احدهما النائب في المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) عن حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية عثمان معزوز. واكد رئيس الحزب سعيد سعدي اعتقال النائب معزوز، مضيفا ان «الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان المحامي علي يحيى عبد النور (90 سنة) تعرض لسوء المعاملة من طرف الشرطة». وافاد صحافيون انهم رأوا الشرطة تعتقل متظاهرين آخرين. وهتف المتظاهرون «الجزائر حرة» و«ليرحل النظام!». ومقابل هؤلاء، وصل حوالي 20 شابا يحملون صور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الى ساحة الوئام المدني مرددين شعار «بوتفليقة ليس حسني مبارك» الرئيس المصري الذي تنحى من منصبه الجمعة بعد تظاهرات حاشدة استمرت 18 يوما. وانتشر ثلاثون الف شرطي بالزيين الرسمي والمدني معززين بمئات المدرعات أمس في وسط العاصمة لمنع المسيرة السلمية التي دعت اليها التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية.