تجمّع يوم أمس أمام مقر وزارة التربية عدد من أصحاب الشهائد العليا ممن طالت بطالتهم، جاؤوا خصيصا من ولاية صفاقس للمطالبة بالحق في التشغيل... وعبّر المجتمعون، الذين كانوا في حدود 20 مجازا من اختصاصات مختلفة عن استيائهم من المعاملة التي لقوها طوال السنوات الماضية من السلط المعنية بملف التشغيل، خاصة وزارة التربية ووزارة التشغيل وكذلك السلط الجهوية، حيث مر على تخرّجهم سنوات عديدة، ومنهم من تخرّج منذ 14 سنة وآخرون منذ 12 و10 سنوات، لكن رغم ذلك لم تلتفت إليهم السلط. وذكرت احدى المتحدثات أنها شاركت 11 مرة في مناظرة ال«كاباس» شأنها شأن زملائها، لكن الحظ لم يحالفهم بالنجاح، وهو ما أثار استغرابهم واعتبروا أنه كان بالامكان مراعاة طول بطالتهم لتمكينهم من شغل يحفظ كرامتهم خاصة بعد تقدمهم في السن، لكن ذلك لم يحصل في العهد السابق الذي طالما تباهى على حد قولهم بتشغيل من طالت بطالتهم. والجدير بالملاحظة أن عددا كبيرا من المحتجين فاقت أعمارهم 40 عاما، ومنهم من تزوّج وأنجب أبناء، على أمل العثور على شغل قار، لكن حصل ما لم يكن في حسبانهم، حيث طالت بطالتهم الى الآن وأصبحت ظروفهم الاجتماعية والعائلية صعبة للغاية وتزداد تدهورا مع تقدم الايام. وأكد المجتمعون أن أبواب الوزارة أوصدت في وجوههم يوم أمس ولم يقدروا على مقابلة أي مسؤول، ولم يتسنّ لهم كذلك التقاء وزير التربية في الحكومة المؤقتة لبسط مشكلتهم، وهو ما حزّ في أنفسهم... ويعتقدون أن عهد الاقصاء والظلم ولّى وانتهى وأنه آن الأوان لانقاذ من طالت بطالتهم من أصحاب الشهائد العليا من براثن البطالة وذلك عبر منحهم الاولوية في الانتداب وإعفائهم من مناظرة ال«كاباس» التي اتضح على حد قولهم فشلها في تحقيق العدالة والمساواة بين المترشحين في ظل كثرة الحديث عن اعتمادها على المحسوبية وعلى معايير أخرى لا تمت للنزاهة والشفافية بصلة.